ما هو الملتزم وما هي كيفية الدعاء عنده وما هي تجربتكم في الدعاء عنده؟

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
دكتوراة في الفقه وأصوله (٢٠١٠-٢٠١٣)
.
٢٨ يناير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
الملتزم في الأصل من الالتزام والتعلق بالشيء والتمسك به ، وقد اشتهر إطلاقه على جزء من الكعبة وهي المنطقة الواقعة بن الحجر الأسود وباب الكعبة ، كما قال ابن عباس رضي الله عنه " الملتزم ما بين الركن والباب"

وسمي ملتزماً : لأن الداعي يلتزم هذا المكان بوضع وجهه ويديه وصدره وذراعيه إظهاراً للذل والافتقار والضعف ثم يشرع في دعاء الله ، وهو مظنة استجابة الدعاء لاجتماع شرف المكان وذل الحال والافتقار .

أما كيفية الدعاء عنده فليس له كيفية خاصة وإنما يضع يديه وذراعية ووجه ووصدره على الملتزم ثم يدعو بما يفتح  الله عليه من الدعاء ويحرص على حضور قلبه وخشوعه، ولو دعا بما روي عن ابن عباس - كما سنذكره بعد  قليل - فهو حسن .

وليس هناك وقت خاص ولا يختص بالعمرة والحج ،ولكن استطاع التزامه في طواف الوداع فهو حسن ،كما روي عن بعض الصحابة والسلف ، ولا يضيق على الناس ولا يزاحمهم .

وقد روي في التزام الكعبة أحاديث عن النبي عليه الصلاة والسلام ولكن فيها ضعف ، وإنما صح الالتزام من فعل الصحابة رضي الله عنهم .

 
عن عبد الرحمن بن صفوان قال : "لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة قلت : لألبسن ثيابي ، وكانت داري على الطريق فلأنظرن كيف يصنع رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلقت فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم قد خرج من الكعبة هو وأصحابه وقد استلموا البيت من الباب إلى الحطيم وقد وضعوا خدودهم على البيت ورسول الله صلى الله عليه وسلم وسطهم" . ( رواه أبو داود وأحمد وفيه ضعف ) .

وعن عمرو بن شعيب عن أبيه قال : " طفت مع عبد الله فلما جئنا دبر الكعبة قلت : ألا تتعوذ ؟ قال : نعوذ بالله من النار ، ثم مضى حتى استلم الحجر ، وأقام بين الركن والباب ، فوضع صدره ووجهه وذراعيه وكفيه هكذا وبسطهما بسطا ، ثم قال : هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله ". 

قال ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى : 

" وإنْ أحبَّ أنْ يأتيَ الملتزم - وهو ما بين الحجر الأسود والباب - فيضع عليه صدره ووجهه وذراعيه وكفيه ويدعو ويسأل الله تعالى حاجته فعل ذلك ، وله أنْ يفعل ذلك قبل طواف الوداع فإنَّ هذا الالتزام لا فرق بين أنْ يكون حالَ الوداع أو غيره ، والصحابة كانوا يفعلون ذلك حين دخول مكة ، وإنْ شاء قال في دعائه الدعاء المأثور عن ابن عباس : (اللهمَّ إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك حملتني على ما سخرتَ لي مِن خلقك وسيرتَني في بلادك حتى بلغتَني بنعمتِك إلى بيتِك وأعنتَني على أداء نسكي فإنْ كنتَ رضيتَ عني فازدَدْ عني رضا وإلا فمِن الآن فارضَ عني قبل أنْ تنآى عن بيتك داري فهذا أوان انصرافي إنْ أذنتَ لي غير مستبدلٍ بك ولا ببيتِك ولا راغبٍ عنك ولا عن بيتِك اللهمَّ فأصحبني العافيةَ في بدني والصحةَ في جسمي والعصمة في ديني وأحسن منقلبي وارزقني طاعتك ما أبقيتَني واجمع لي بين خيري الدنيا والآخرة إنك على كل شيء قدير.)

ولو وقف عند الباب ودعا هناك من غير التزام للبيت كان حسناً . " 

والله أعلم