الفن الساذج مصطلح يطلق على ما ينتجه أشخاص من فنون اعتمادا على فطرتهم دون أن يحصلوا على أي تعليم أكاديمي أو تدريب احترافي. والفن الساذج، الذي يطلق عليه أحيانا الفن الفطري، غالبا ما يرتبط بالفن التشكيلي.
انشغل الفنانون التشكيليون اليونانيون قديما في مسألة البحث عن النسبة المثالية بين الرأس والجسد في الأشخاص الذين تضمنهم اللوحات التي يقومون برسمها.
وبعد تجارب عديدة لجأوا فيها لاستخدام علم الرياضيات توصلوا إلى أن النسبة تساوي 1 إلى 9. لكنك لا بد وأن تندهش عندما تعلم أن تلك التجارب المضنية توصل إليها بعض الرسامين الأفارقة دون استخدام أي علوم وإنما اكتفوا بفطرتهم فقط وحصلوا على نفس النتيجة.
لكن الثقافة الأوروبية وبالأخص جانب الفنون التشكيلية بقيت أسيرة للثقافة اليونانية إلى فترة ما بعد عصر النهضة، بعدها ظهر نخبة من الفنانين الذين عملوا على الخروج عن المألوف، ومن بين هؤلاء بيكاسو وسيزان وغوغان.
فقد حرص هؤلاء على كسر حواجز أوروبيتهم وانفتحوا على الثقافات الأخرى التي وجدوا فيها ما أدهشهم، ووجدوا أن ما تحويه تلك الثقافات من كنوز لا يقل بأي حال عن الثقافة اليونانية.
ومن الجدير بالذكر أن جامع اللوحات الألماني ويلهام أوهد يعد أول من اكتشف الفنانين السذج وأعرب عن إعجابه بهم وبالموهبة التي يمتلكونها وأسماهم ((مصورو القلب المقدس)) وذلك لأنهم كانوا يمارسون فنهم يوم الأحد من كل أسبوع، باعتباره يوم عطلتهم الأسبوعية.