لماذا أنت مهتم في الأدب؟

بشكل عام القراءة تتيح لنا التجول حول العالم وعبر الأزمان، تخيل أن الكوكب بكل أحداثه بإمكانه أن يتواجد بين دفتيّ كتاب بين يديك، أليس ذلك ممتعا؟
أن تخوض في دروب المعرفة دون توقف، متى ما شئت وكيفما شئت، تتجول في المكتبات بين الأرفف لتنتقي ما يحلو لك من الصفحات، إن أردت القصص والسباحة في عالم من الخيال تختار قصصاً لتقرأها، إن أردت تاريخاً اخترت موسوعات تنقلك من الحاضر إلى الماضي بحذافيره، وإن أراد عقلك علوما مميزة، باستطاعتك اختيار احتياجاته.
فمن الجيد إذاً دراسة كيف بدأ التدوين وما أصول الكتابة الصحيحة وقواعدها، والانتقال من هنا إلى مجال الكتابة الخاص بك، فكلما تعلقّت بالأدب والمسرحيات والروايات كلما استزاد عقلك وتمرنّت يدك على الكتابة وتوسعت مداركك وتجمّل خيالك.
وكلما سألني أحدٌ ما عن الأدب والكتابة وسبب اهتمامي به تذكرت قول تميم البرغوثي حينما كان يشرح مبدأ مقاومة قبح الحياة بالجمال فقال عن الكتابة:"نعم للكتابة هيبة لانها تجرؤ على الموت، لهذا تذكر كلما واجهت قبحاً أو ظلماً أن تدافع عن نفسك بأن تخترع جمالاً ما، وخذ صورة لذلك الجمال وثقه وثبته ودافع عنه فإن كلّ حسنٍ مقاومة"
إن أردت معرفة أساطير اليونان والانتقال بعدها إلى لحظات حب في زمن الحروب، ثم التجول في عالم الجمال الصوفي، وبعدها التعرف إلى سلسلة من التاريخ فإن الأدب قد جمّع ذلك ومن هنا بإمكانك أن ترتب عقلك وتضع بين خلاياه معلومات قيّمة تعينك على الحياة ومواقفها، وتزيد من قدرتك على الكتابة وإيصال المعلومة لمن هم حولك وهذا فيه منفعة لمجتمعك ومن هم حولك ومنفعة لك.

الأدب وسأقتبس من مقالة الدكتور الراحل أحمد خالد توفيق (مثل الجذمور بالضبط) بأنه:

نشاط بشري يبعث النشوة والصفاء في النفس ويزيد من فهمك للكون وتذوقك للجمال, وهذا النشاط مغروس في الفطرة البشرية, وإلا فلماذا يحتشد بدائيو استراليا أو رجال قبيلة الكيكويو حول الراوي ليلا ليصغوا بعيون متسعة إلى قصصه الساحرة؟ 
لماذا التلف العرب حول أصحاب المعلقات في سوق عكاظ؟ولماذا أنشد الفلاح البريطاني الساذج المصاب بالتيفوس تلك البالادات؟ 

ثمة حاجة لدى البشر تفوق المأكل والمشرب والجنس هي الحاجة إلى الفنون الجميلة, وإشباع حاجات المأكل والمشرب والجنس لا يكفي لوأد هذه الحاجة.