روى أبو هريرة في صحيح البخاري: " اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقاتِ، قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ وما هُنَّ؟ قالَ: الشِّرْكُ باللَّهِ، والسِّحْر، وقَتْلُ النَّفْسِ الَّتي حَرَّمَ اللَّهُ إلَّا بالحَقِّ، وأَكْلُ الرِّبا، وأَكْلُ مالِ اليَتِيمِ، والتَّوَلِّي يَومَ الزَّحْفِ، وقَذْفُ المُحْصَناتِ المُؤْمِناتِ الغافِلاتِ"
وفي مسند أحمد، ومستدرك الحاكم بإسناد صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من أتى عرافاً أو كاهناً فصدّقه بما يقول، فقد كفر بما أُنزِلَ على محمد صلى الله عليه وسلم. "
فتعلّم السحر من الأمور التي كادت الأمة أن تتفق على تحريمها.
فقد قال ابن قدامة في كتابه المغني: " لا نعلم فيه خلافًا بين أهل العلم "
ودليل التحريم هو قول الله تعالى: { وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ} [البقرة:102]
قال ابن قدامه في المغني في شرحه للآية الكريمة: " إنما نحن فتنة فلا تكفر، أي لا تتعلمه فتكفر بذلك"
وللأمانة العلمية دعوني أخبركم أن بعض علماء المذاهب ذهبوا إلى جواز تعلّم السحر للضرورة، فقد جاء مثلًا في رد المحتار لابن عابدين: " تعلّمه فرضٌ لردِّ سحر أهل الحرب، وحرامٌ ليفرق بين المرأة وزوجها، وجائز ليوفق بينهما ".
وهذا القول مردودٌ بما أوردته من أدلة سابقة، ولأن في شرعنا الحنيف بديل عن السحر للعلاج والحرب وغيرهم، فمن باب سدّ الذرائع، وتجنّب ما قد يؤول إليه تعلّم السحر من ضرر على الفرد والمجتمع نقتصر على الكتاب والسنة.
لذلك ينبغي تجنب العلاج بالسحر وتعلّمه وتعليمه لما قد يترتب عليه من استغلال حاجات الناس من قِبَل السحرة، وقد يُفسد عقائدهم؛ باعتقادهم أن النفع والضر قد يكون بيد غير الله تعالى.
103 مشاهدة
