سيكون جوابا قاصرا إن اختصرت و قلت لك أن سبب صلب المسيح "وفق عقيدة الكنيسة المعاصرة" هو أن اليهود لم يعترفوا بدعوة المسيح و أنه مرسلٌ من الله، فادعوا أنه أثار القلاقل بين اليهود فحرضوا عليه الرومان فحكموا عليه بالموت إنهاء للفتنة التي ابتدأها بزعمهم.
و ربما سيكون الأجدى و الأنفع أن تعلم بأن الاعتقاد بصلب المسيح لا اتفاق عليه بين الجميع. حتى بين المسيحيين أنفسهم في القرون الأولى. و أحيلك لبعض ما قد يفيد في هذه المسألة:
- قال القديس ألفونسو ماريا دي ليكوري: "إن من بدع القرن الأول قول فلوري: إن المسيح كان يتبع ما شاء من الهيئات ، ولذا لما أراد اليهود صلبه أخذ صورة سمعان القروي، وأعطاه صورته فصلب سمعان، بينما كان يسوع يسخر من اليهود"
- و يقول _شارح انجيل متى_ جون فنتون: "إن إحدى الفرق الغنوسطية التي عاشت في القرن الثاني قالت بأن سمعان القيرواني قد صلب بدلا من يسوع"
- كانت الفرقة الباسيليدية تنكر الصلب، وهي من فرق القرن الميلادي الأول"
أما العقيدة الإسلامية فتقطع بعدم صحة ذلك الاعتقاد، فقد جاء في الآية القرآنية: ﴿وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا(157)بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا(158)﴾ (سورة النساء:157-158) .
73 مشاهدة
