ما هو الدين الحق الذي وجب على الناس اتباعه قبل بعثة الرسول محمد صل الله عليه وسلم

1 إجابات
profile/إنعام-عبد-الفتاح
إنعام عبد الفتاح
بكالوريوس في أصول الدين (٢٠٠١-٢٠٠٥)
.
١٣ ديسمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات
روى عياض المجاشعي  رضي الله عنه  أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " وإن الله تعالى نظر إلى أهل الأرض فمقتهم، عربهم وعجمهم، إلا بقايا من أهل الكتاب" رواه مسلم. 
والمقصود أن هذا كان في فترة ما قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، والمقصود بهؤلاء البقايا من أهل الكتاب  الذين لم يستحقوا مقت الله وغضبه،  أولئك الذين لا زالوا منهم على الدين الحق دين التوحيد،  ولم يرضوا بالتحريف والتغيير الذي طرأ على كتبهم السماوية وشرائعهم. 

قال النووي رحمه الله في تفسيره لهذا الحديث الشريف: " والْمُرَادُ بِهَذَا الْمَقْتِ وَالنَّظَرِ فترة مَا قَبْلَ بعثةِ  رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْمُرَادُ بِبَقَايَا  أَهْلِ الْكِتَابِ الْبَاقُونَ عَلَى التَّمَسُّكِ بِدِينِهِمُ الْحَقِّ مِنْ غَيْرِ تَبْدِيلٍ "  


ومن هنا يتبين أن التوحيد هو الدين الحق الذي وجب على الناس اتباعه قبل البعثة ورضيه الله لهم، وليس الأديان الأخرى المحرفة، وبالطبع ليس الوثنية قطعاً .

ثم إن جميع  الرسالات السابقة التي أنزلها الله تعالى على الأنبياء كانت الإسلام، فالإسلام في عهد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام هو الإيمان بالله وتوحيده وإخلاص العبادة له مع إيمان الأمة برسولها الذي أرسله إليها واتباع ما جاء به من شرائع وأحكام، والإسلام هو دين الرسل جميعاً . 

 وبالتالي فدين النصرانية أو اليهودية هو في حقيقته وأصله الإسلام، لكنه حُرّف وغُيّر لاحقاً، كما قال الله تعالى: " إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ " ( سورة آل عمران، الآية: 19 )  

ثم لما بُعث الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الناس جميعاً بيَّن سبحانه أنه لا يقبل ولا يرضى من عباده إلا دين الإسلام، فالنصرانية واليهودية لم تبقَيا مقبولَتَيْن لا لنا ولا لغيرنا، ومن لا يؤمن بالإسلام الذي أرسل الله تعالى به نبيه صلى الله عليه وسلم يعتبر كافراً ضالاً، قال عز وجل: " وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ " ( سورة آل عمران، الآية: 85 ) 

 وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " والذي نفسي بيده، لا يسمع بي أحد من هذه الأمة،  يهودي ولا نصراني، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كانوا من أهل النار"