هكذا هي الحياة، تجبرنا لكي نخرج إليها، وعندما نلتقي بها عند ضفاف الواقع، تربط حبالها بأطراف أجسادنا وتعلّقها في كيان الدوافع الّذي بدوره يجسّد توجّهاتنا وأحلامنا الّتي تزرعها الحياة بداخلنا مع كلّ نسمة هواء تدخل أرواحنا.
وما نلبث إلّا أن نجد أنفسنا نتشبّث في الواقع شيئاً فشيئاً، الواقع الّذي يعبّر عن انعكاس وجه الحياة المجرّد من قناع الأوهام، بينما تأبى أرواحنا البقاء على أرضه، ممّا يجعلها تبحر في عالم الخيال الّذي تغطّيه أوهام الحياة من كلّ جانب، لعلّ الحياة نجحت في أن تفرض سيطرتها على ما تبقّى من مدارات الزمن، لكن وفي الدقيقة التسعين وعند أوّل نبضة تنبض في قلوبنا تبدأ معها سمفونيّة الأمل الّذي تجرّعنا كأسه مع كلّ دافع خلق في قلوبنا لتبدأ همسات التعلّق والبقاء على قيد الحياة تحلّق في أفق سماءنا.
ما هو دافعنا في الحياة، وكيف يمكنه أن يبقينا على قيدها؟
ذلك السؤال يخطر في بالنا في الكثير من الأحيان ولا سيّما عندما يتسلّل اليأس إلى قلوبنا، حينها نبدأ في البحث عن أيّ ذريعة يمكن أن تحيّي الأمل في قلوبنا.
إنّ الدافع يتجسّد على شكل رغبة أو نفور في الشيء، حيث أنّ هذه الدوافع في الغالب تنقسم إلى قسمين دوافع فطريّة غريزيّة وبيولوجيّة تولد مع الإنسان وتهدف إلى المحافظة على بقاء الفرد مثل الجوع والعطش ودافع الأمومة، وأخرى مكتسبة يتعلّمها الفرد من خلال تجاربه الحياتيّة مثل الدوافع الاجتماعيّة العامّة، ويعتبر دافع الحفاظ على الحياة والبقاء حسب الدراسات العلميّة والفسيولوجيّة هو من أكبر دوافع الّتي تبقينا على قيد الحياة، بحيث إنّ دافع البقاء هو الدافع الّذي يحثّنا على العمل والمثابرة بصورة فطريّة تخلق معنا، فهو ببساطة يمثّل دافع فطريّ خلق مع كلّ كائن حيّ، حيث إنّ هذا الدافع يجعل الإنسان يمضي قدماً في حياته، ويسعى نحو ثمراتها، ولعلّ أبرز مثال على ذلك يتجسّد في أحد الغابات الأفريقيّة حيث إنّ دافع البقاء يجبر الأسد على الجري أسرع من أبطئ غزالة لكي لا يموت جوعاً، والغزالة تعلم أنّه يجب عليها الجري أسرع من أبطأ أسد كي لا تقع ضحيّته وينتهي بها الحال إلى أن تكون فريسة، هذا هو دافع البقاء الّذي ينبثق منه العديد من الدوافع المكتسبة الّتي تلبّي احتياجات الكائنات الحيّة لكي تساعدهم على البقاء على قيد الحياة.
أنّ دوافع الإنسان برأيي ترتبط في أغلب الأحيان بالعاطفة حيث إنّ المشاعر تتحكّم في قرارات الإنسان ودوافعه الّتي تنعكس على رغبته في الشيء أو النفور منه، ولعلّ دافع النجاح هو من أحد الدوافع الّتي اعتبرها من الدوافع المهمّة في حياتي، والّذي يتحكّم فيه كمّيّة كبيرة من مشاعر الإصرار والعزيمة، حيث إنّني أعتبر هذا الدافع يمثّل الشعلة الّتي تشعل شعور الحماسة الّذي يقود الفرد للنجاح، فهو شيء داخليّ أو خارجيّ يجعل الفرد في حالة سعي دائم للوصول إلى القمّة.
من وجهة نظري اعتبر دافع النجاح من أهمّ الدوافع في حياتي الّتي تبقى روحي على قيد الأمل يوماً بعد يوم، حيث إنّه يتجزّأ للعديد من الأشياء المرتبطة ببعضها لتحقيق أهداف ورغبات الفرد، ولعلّ أهمّها تحديد الهدف والأمل ومشاعرالحماس والمثابرة الّتي تتّحد مع بعضها مشكلة ما يسمّى بدافع النجاح الّذي يساعدنا على البقاء والسعي الدائم.
لعلّ هذا الدافع يجرّ وراءه العديد من الخيبات الّتي تعرّضت إليها في حياتي، لكنّني اعتبره بشكل أو بآخر يجسّد طوق النجاة الّذي ألجأ إليه دائماً بعد فترات من الفشل واليأس، لذلك مهما تعدّدت قصص النجاح في حياتي سوف يبقى هذا الدافع بمثابة البوصلة الّتي تقودني نحو ضفّة البقاء.