كان الرسول ﷺ حريصًا على الأخلاق والصفات الحسنة عند المؤمنين، فقال: (إِنَّ مِنْ أَخْيَرِكُمْ أَحْسَنَكُمْ خُلُقًا)، وكان في كل مرة يذْكر لصحابته رضوان الله عليهم صفة حسنة أو خُلُقًا حسنًا يحثهم عليه، فما كان حديثًا واحدًا، بل صار في السنة عددٌ من الأحاديث النبوية التي شكلت دستورًا أخلاقيًا للمؤمنين كافة من بعده ﷺ ، نذكر بعض هذه الأحاديث:
- قال ﷺ يدعو إلى الحياء: (الإِيمانُ بِضْعٌ وسِتُّونَ شُعْبَةً، والحَياءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمانِ).
- وقال أيضًا: (آيَةُ المُنافِقِ ثَلاثٌ: إِذا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذا اّْوتُمِنَ خانَ) فمن هذا الحديث نفهم أنَّ الصدق والأمانة والوفاء صفات لا بد أن تكون عند المؤمن.
- وقد قال لعائشة رضي الله عنها يحثها على الرفق في كل شيء: (مَهْلًا يَا عَايِشَةُ، عَلَيْكِ بِالرِّفْقِ، وَإِيَّاكِ وَالْعَـُـِنْفَ وَالْفُحْشَ).
- ثم إنه ﷺ دعا إلى الاحترام بين الناس فأمرهم بالتعامل الحسن مع الآخرين في أفعالهم من كرم وحسن ضيافة وحسن جوار وكف الأذى، وفي أقوالهم بالكلام الطيب الحسن، حيث قال: (المُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسانِهِ ويَدِهِ) وقال أيضًا: (مَنْ كَانَ يُوْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلَا يُوْذِ جَارَهُ، وَمَنْ كَانَ يُوْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، وَمَنْ كَانَ يُوْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ)، وقوله: (وَيَقُولُونَ: الْكَرْمُ، إِنَّمَا الْكَرْمُ قَلْبُ الْمُوْمِنِ).
- وقد حث ﷺ على المحبة بين الناس والتخلص من المشاعر السيئة في القلب فقال: (لا يُومِنُ حتَّىَ يُحِبَّ لأَخِيهِ ما يُحِبُّ لِنَفْسِهِ)، وقال: (لا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا، وَلا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ).
- ومع المحبة دعاهم ﷺ إلى الرحمة والمودة، ومن ثم التعاون لأجل تحقيق التكافل الاجتماعي فيما بينهم فقال: (تَرَى الْمُوْمِنِينَ فِي تَرَاحُمِهِمْ وَتَوَادِّهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ كَمَثَلِ الْجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَىَ عُضْوًا، تَدَاعَىَ لَهُ سَايِرُ جَسَدِهِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّىَ)، وقال: (يَسِّرُوا وَلَا تُعَسِّرُوا، وَسَكِّنُوا وَلَا تُنَفِّرُوا).
وغيرها من الأحاديث النبوية التي ذكرت صفات المؤمن وحثت عليها، فلا بد لنا من السعي إلى الاتصاف بيها والاستمرار عليها بغية الأجر والثواب وكمال الإيمان.