التنكيس بالقرآن الكريم، يعني أن تقرأ سورة القرآن ليس بالترتيب الموجود بالمصحف، مثلاُ أن تقرأ سورة الناس ثم تعود وتقرأ سورة النساء أو سورة النبأ، أو أن تقرأ آيات القرآن بخلاف ترتيبها، مثلاً تقرأ آخر آتيتين من سورة البقرة ثم تقرأ آية الكرسي.
بالنسبة لحكم ذلك، ففيه تفصيل
أولاً: التنكيس في الحروف، وهو محرم دون خلاف، ومثاله أن تعكس حروف القرآن يعني بدلاً من قول (رب) تقول (بر)، وإذا قرأت في الصلاة بهذه الطريقة فتعتبر الصلاة باطلة.
ثانياً: التنكيس في قراءة الآيات محرم دون خلاف سواء في التلاوة العادية أو في تلاوة الصلاة، كأن تقرأ صفحة من القرآن من أسفل إلى أعلى، وهذا رأي الإمام بن باز.
ثالثاً: تنكيس سور القرآن، وهذا جائز مع الكراهة، أي الأفضل تجنب ذلك وقراءة القرآن بترتيبه.
رابعاً: التنكيس في قراءة القرآن أثناء الصلاة، مثلاً أن تقرأ سورة الناس في الركعة الأولى، ثم تقرأ سورة الإخلاص في الركعة الثانية، وهذا جائز بناء على ما ذهب إليه أغلب الفقهاء.
والحكم بجواز قراءة سور القرآن بدون الالتزام بترتيب القرآن، راجع لقول العلماء أن ترتيب سور القرآن ليس أمراً توقيفياً من الرسول صلى الله عليه وسلم، وإنما وضعه الصحابة رضوان الله عليهم، وهذا أمر تركه لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أما بالنسبة لآيات السور فهو أمر توقيفي من الله عز وجل، ولذا من المحرم التغيير في ترتيبها.