ما هو الأفضل علاقة الحب أم الصداقة؟

1 إجابات
profile/الاء-الفارس
الاء الفارس
الأسرة والمجتمع
.
١٤ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 لا يمكن التفريق ما بين الحب والصداقة وتحديد الأفضلية بينهم بوجه عام دون توفر عدد من التفاصيل فبعض العلاقات يجب أن تقتصر على الصداقة عندما يكون هنالك عوامل عدة ومنها:

الاختلاف الفكري؛ وجود الاختلافات الفكرية ما بينك وبين الشخص المقابل لك مع وجود الحب يجعل الحياة متعبة لأن الحب  حتى يستمر وينمو يتطلب إلى التوافق، خاصة أن في علاقات الحب يكون اللقاء والحديث أكثر نسبيًا مقارنة بعلاقات الصداقة، حيث أن الصديق قادر على تحمل ما لدى الطرف الآخر من اختلاف لأن التعامل في ناهية الأمر مقتصر على بعض الحدود ولا يتجاوزها كما هو الأمر في علاقات الحب، فيمكن أن ترى الصديق مرتين أسبوعيًا بينما عندما نتكلم عن الحب قد تكون عدد اللقاءات أكثر ولك أن تتخيل طبيعة الجو السائد نتيجة الاختلاف القائم الذي يجعل من كلا الطرفين يشعرون بعدم الارتياح ومع الوقت العلاقة ستكون عرضة لتفكك، والانهيار لعدم القدرة على التحمل والاستمرار أما في الصداقة الاختلاف الفكري لا يستدعي إنهاء العلاقة لأن أثر هذا الاختلاف لا يتم إسقاطه على النفس والذات كما هو الأمر في علاقات الحب.

اختلاف المبادئ واللقيم والعقائد؛ في كثير من الأحيان قد لا يكون الحب من العلاقات المناسبة  ويجب أن تكون العلاقة مقتصرة على الصداقة عندما وذلك يظهر الاختلاف العقائدي واختلاف المبادئ والقيم والتوجهات ويغيب الوعي الكافي لتقبل هذا الاختلاف، ففي كثير من الأحيان يكون لنا أصدقاء مختلفين عنا تماما من ناحية الفكر والمبدأ والتوجة ويكونون من أعز الأصدقاء وأقربهم لكن عند النظر لعلاقات الحب نجد أن الأمر هنا أكثر صعوبة فلا يمكن لهذا الاختلاف أن يتسق مع الحب ولأن الحب يتطلب في كثير من الأحيان أن يضحي الإنسان بما ما لديه من هذه القيم والمبادئ من أجل الاستمرار، فغياب الوعي الكافي بمدى هذا الاختلاف وكيفية ادارته يوجب علينا أن نوقف العلاقة عند حد الصداقة ولا نتجاوزها إلى الحب حتى لا نقع في المتاعب النفسية التي لن يكون لها حل في مثل هذه الحالة إلا البعد والفراق.

ومن ناحية أخرى هنالك عوامل شخصية تتحكم في الأمر لا يمكن تعميمها ومن هذه الأمور المستوى المعيشي والاقتصادي والنفسي والتقبل للمظهر وغير ذلك من الأمور حيث يمكن القول بأن الحب يتطلب لدى بعض الأشخاص القبول الأولي ليتطور ويصل لمرحلة القبول الحقيقة وهو يخضع لمعايير مختلفة ومتنوعة لا يمكن تعميمها لاختلاف هذه المعاير من شخص لآخر فلا بد من النظر للمعاير الشخصية التي لديك ومن ثم إسقاطها على العلاقة الحالية لتستطيع اتخاذ القرار المناسب في إبقاء العلاقة على ما هي عليه من صداقة أو تطويرها إلى حب في حال كانت العلاقة موجده فعلًا أو اتخاذ قرار للعلاقة من البداية في أن تكون صداقة أو حب، اعمل على مقارنة ما لديك من أهدف مع الشخص المقابل وحدد أولوياتك انظر إلى مفهومك إلى الصداقة وإلى الحب وحاول أن تنظر لما لهذا الشخص من معايير تتفق مع مفهوم الصداقة ومفهوم للحب ففي حال كان في الشخص كل المعايير المناسبة لإعطاء العلاقة الفرصة المناسبة للحب فلا مانع من ذلك أما في حال كانت المعايير التي في الشخص لا تسمح فلا بد من جعل العلاقة تقوم على الصداقة ولا تتجاوزها إلى الحب، وهنا لا بد أن أشير إل أن الحب لا يعني المشاعر التي يشعر بها الإنسان لمجرد رؤيته شخص ما وشعوره بمشاعر جميلة فالحب أعمق من ذلك ويحتاج فعليًا للوقت الكافي لإعطائه حقة ليكون حقيقي وصحيح فالحب لا يحدث فجأة ولا يحدث نتيجة مشاعر لا إرادية فهو خاضع لمعايير وقيم ذاتيه، والمشاعر الأولية التي تنتج عند البشر ما هي إلا إعجاب وانجذاب لا إلا.

من ناحية أخرى لا بد أن تقوم العلاقة على الحب في حال توفر فيها:الميل والتقبل والمرونة من قبل الطرفين؛ لا يمكن أن تكون العلاقة قائمة لوجود ميل من طرف واحد وتقبل للاختلاف من قبل طرف واحد فقط فالحب يتطلب الكثير من المرونة وتقبل الاختلاف من كلا الطرفين حتى لا يشعر أي طرف من الأطراف بالأنانية أو التمكلك أو التحيز والعنصرية، ومن ناحية أخرى لا بد من وجود المرونة والاختلاف في الصداقة لكن ليس بالقدر المطلوب في الحب فهو في الحب أعمق وذلك مبرر بطبيعة علاقة الحب.

الدعم والتضحية بطريقة كبيرة؛ في كثير من الأحيان عندما يكون الشخص المقابل لك مقدم للدعم والتضحية بطريقة كبيرة وفي كل مكان ويضعك في محل أولوية هنا لا بد من النظر لطبيعة الأهمية المقدمة لك هل هي محل صداقة أم أن هذا الاهتمام يختلف عن ما يقدمه الأصدقاء فيما بينهم وهنا يكون القرار لك أولاً وأخير في تحديد الأفضلية.

بالإضافة إلى توفر التوافق الفكري والعقدي والتوافق في المبادئ والقيم والتصورات والتوجهات والميول، يمكن القول إنه كلما زادت الاختلافات كلما كان الميل إلى الصداقة وكلما زاد التوافق كان الميل للحب.
 لكل من الحب والصداقة أهمية في الحياة الشخصية للفرد فالحب سبب في الشعور بالاستقرار النفسي في مرحلة من مراحل العمر وللصداقة أهمية كبيرة حيث أنها سبب في الشعور بالأمن الاجتماعي وسبب في تحقيق الحاجة الاجتماعية التفاعلية التي تحقق الشعور بالأمن والحب. وليس لأحدها أفضلية على الأخرى إلا ضمن معايير محددة تخضع أولًا وأخيرا للمعاير الشخصية.