استناداً إلى كتب التفسير، فإن هناك عدة أقوال في معنى قوله تعالى:" فجعلهم كالعصف المأكول" الواردة في سورة الفيل، ومما ورد ي معناها:
- العصف هو ما تنقله الرياح من الورق الزرع الذي يبقى في الأرض بعد عملية الحصاد، ويكون طعاماً للمواشي.
- أو بمعنى التبن، أي ما تأكله الحيوانات، عندما تفرق الرياح الحذر عن الحب، وعند أكله لا يعود.
- ومن معناها أيضاً، هو أطراف النبتة قبل أن تصبح سنبلاً.
- وأيضاً، قشرة الحب بعد أكله.
ومعنى أنه عصف مأكول، ربما يعني أن هذا الزرع أكلته الحيوانات ثم حولته إلى روث يجف وتتفرق أجزاؤه، وهذا تشبيه بليغ لما فعله الله عز وجل بأصحاب الفيل جزاء لفعلهم.
ومما يحتمله التشبيه أيضاً، أن المقصد أن الزرع إذا وقع ورقه أكله الدود.
وقصة الفيل وأصحابه ذكرها سيد قطب
في ظلال القرآن، حيث قال لما أراد أبرهة هدم الكعبة، لماحظته أن أناساً هناك يبجلونها وهو يريد أن يتجه الناس لتعظيم الكنيسة التي بناها في اليمن، لما أراد هدمها، اتجه إلى مكة مع جيشه الذي يتضمنه الفيل، فبرك الفيل على حدود مكة ولم يدخلها، ولم يفلح الجيش في تحريكه، وأرسل الله عز وجل على الجيش أسراباً من الطير، ترمي عليهم حجارة من طين، فأصبحوا كأوراق الشجر الممزقة على الأرض.
وقيل أن أبرهة أصيب إصابة بليغة، وما وصلوا به إلى اليمن حتى انشق صدره عن قلبه ومات، وقيل أن الجدري والحصبة انتشرا في مكة في ذلك العام.
وفي تعبير جميل لسيد قطب فقد قال: إن الله عز وجل غمر مكة وأهلها بنعمة كبيرة، أن حفظ لهم الكعبة، بيته الذي سيرسل إليه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ولتكون مكة هي مهبط الوحي عليه صلى الله عليه وسلم.