ما علاج التوتر خلال الكلام وامتلاك طلاقة باللسان ؟

1 إجابات
profile/الاء-الفارس
الاء الفارس
علم نفس
.
٢٤ فبراير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 أول ما عليك فعله هو التعامل مع ذاتك وتحدد أسباب التوتر أثناء الكلام، معرفة السبب يساعد في تقديم العلاج المناسب، انظر لنفسك واسأل نفسك هل سبب التوتر هو الخوف من إصدار أحكام من قبل الآخرين عليك؟، هل مررت بتجارب قديمة كانت سبب في شعورك بالتوتر وكانت بمثابة التنمر عليك؟، هل لديك تقدير ذات متدني وتشعر بأنك غير قادر على الحديث وإدارة الحوار لنقص المعرفة والخبرات؟، هل تحاول أن تظهر بمظهر شخص آخر وتضع نفسك موضع المقارنة؟. هذه الأسئلة هي خطوة أولى نحو الحل للتخلص من التوتر غالبًا ما يكون التوتر أثناء الكلام مرتبط وبشكل كبير بالثقة بالنفس وإذا أمعنت النظر في الأسباب السابقة كلها ستجدها وبلا استثناء مرتبطة بالثقة بالنفس ويمكنك أن تكتسب الثقة بالنفس أثناء الحديث باتباعك الخطوات التالية:

تعامل مع نفسك وجسدك؛ استخدام لغة جسد واثقة سبب في زيادة شعورك بالثقة والقوة، تواصل أثناء الحديث مع الآخرين عن طريق الأعين وأجعل جلستك واثقة، ولا تجلس وأنت مكبل اليدين، أو مشدود الأرجل، حاول أن تجلس بطريقة مرحية، واعلم أن لغة الجسد السلبية تسلب منك الشعور بالقوة دون أن تشعر خاصة عندما تكون ردود أفعال الآخرين لك فيها شيء من عدم الراحة نتيجة عدم شعورك أنت بالراحة.

لا تنسحب أو تستلم؛ عندما يدور حديث بينك وبين آخرين لا تشعر بالخجل أو الحرج لعدم امتلاكك المعلومات الكافية، ولا تحاور بأمور لا تمتلك فيها المعرفة الكافية، عبر عن عدم معرفتك بالأمر واجعل الحديث مصدر للتعرف وكسب المعرفة، وانقل نفسك من موضع المقدم للمعلومة إلى موضع المستقبل للمعلومة، قل لا أعرف عندما لا تعرف الشيء وتفاعل بشكل واثق.

تحدث بهدوء وقلل قدر المكان من أصوات الفواصل بين الكلام كأن تصدر صوت (ممممم) أو (اييييييه) هذه الفواصل الصوتية سبب في زيادة شعورك بالتوتر، ولا تتحدث على نحو سريع كلما تحدثت بهدوء كلما كنت أكثر قدرة على أن تتحكم بنفسك وبشعورك، حاول قدر الإمكان أن تجلس مع نفسك وتتحدث مع نفسك بهدوء قم بإجراء حديث ذاتي بينك وبين نفسك كنوع من أنواع التدريب وقيم نفسك.

الجأ إلى فترة الصمت عندما تتحدث حديث كامل؛ عندما تنقل فكرة معينة كاملة للآخرين حاول أن تسمح للصمت أن يتواجد خاصة إذا شعرت بالتوتر  فالصمت هنا يعطي الطرف الآخر الفرصة لأن يأخذ عنك الكلام لتشعر بالأمن، لكن هذه الاستراتيجية يمكن استخدامها في بداية تخلصك من التوتر فمع مضي الوقت ستجد نفسك مستغنى عن هذا الأمر ومنطلق في الحديث دون توتر.

تعامل مع عقلك؛ حتى تمتلك الثقة لا بد أن تبدأ بإقناع عقلك بأنك تمتلك المهارات التي تساعدك على الحوار المنفتح دون توتر، تخيل نفسك في موقف حوار وممتلك للمهارة ومتمتع بالثقة حتى تعزز هذه الفكرة لديك وتثبتها ولتحقق ما نطلق عليه في علم النفس النبوءة المحققة لذاتها حيث أنك في كل مرة تتحدث لنفسك فيها بأنك قادر على الحوار دون توتر ستجد نفسك فعلًا ومع مضي الوقت بأنك منطلق وغير قلق، وهنا أيَضا عليك التخلص من الأفكار التي تسيطر عليك المرتبطة بإصدار الأحكام من قبل الآخرين، لا تجعل عقلك من يسيطر عليك ويرسل رسائل تثير الخوف من الآخرين، انظر لنفسك بأنك متميز وما يقوله الآخرين لا يمثلك في الحقيقة أو أن الخوف من قول الآخرين مجرد تصور لا حقيقة له على أرض الواقع.

ومن الاستراتيجيات التي تساعد على تقليل التوتر أثناء الكلام استخدام اليقظة الذهنية، حيث تشير الأبحاث إلى أن اليقظة والوعي سبب في تخفيف التوتر وذلك عن طريق التحدث بشكل قليل بحيث لا تشعر بأنك تحت تأثير ضغط الكلام واستخدام العبارات التي تختصر التعبير عن الأمر، فاليقظة الذهنية تعني التفكير في الأمر الحالي الآن وفصل أي مسبب للتوتر عن الواقع الحالي، عدم الاستماع الجيد والتفكير بأمور خارج موضوع الحديث سبب في التشتت وفقدان السيطرة على إدارة الذات ومن ثم فقدان اليقظة الذهنية.

وتشير الدراسات إلى أن استخدام العلاج المعرفي السلوكي قد يكون الحل لمشكلة التوتر أثناء الحديث وسبب في امتلاك طلاقة اللسان وذلك عن طريق زيادة الاتصال المباشر مع الآخرين، وطلب الدعم من الآخرين بالتنبيه عندما يظهر التوتر أثناء الحديث والذي قد يسبب نوع من أنواع التعثر أو التأتأة أو التعلثم، استخدام تقنيات الاسترخاء حين الشعور بالتوتر وتمارين التنفس العميق، والعمل على تحدي الأفكار السلبية التي تثير مشاعر التوتر والقلق.

ومن وجهة نظر شخصية أرى أن التغلب على هذا الأمر يتطلب منك النظر لنفسك بنظرة جديدة واثقة، والعمل على اكتساب مهارات الحوار المتمثلة بالاستماع والتحليل والتفكير ومن ثم التحدث، يمكن العمل على تطوير مهارة القراءة فالقراءة قد تكون سبب في زيادة المخزون المعرفي وسبب في زيادة الثقة، فعندما تمتلك المعرفة ستكون أكثر قدرة على الحديث دون خوف وتوتر، كما يجب عليك أن تزيد من نسبة التواصل الاجتماعي مما يزيد من اكتسابك لمهارة التحدث بطلاقة، تخلص من الخجل من الآخرين عن طريق المواجه، واجه الخوف من الخجل في مواقف مختلفة واكتسب الثقة بنفسك، وتوقف عن جلد الذات، واغتنم الفرص في الحديث قدر الإمكان مع مراعاة ما تم ذكره سابقًا في بداية الأمر من يقظة وتحدث بهدوء. 

المصدر: