- الحديث صحيح : فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( مَنْ كَانَ لَهُ شَعْرٌ فَلْيُكْرِمْهُ ) رواه أبو داود وصححه الألباني
- في هذا الحديث الشريف حثٌنا الدين الإسلامي على الاهتمام بالمنظر الخارجي، وبالعناية بالجسم ويعتبر الشعر جزء لا يتجزأ من الجسم.
-فالشعر يعد نعمة عظيمة من نعم الله تعالى علينا، ونعمة الشعر يفتقدها بعض الأشخاص و لا يمتلكها الجميع، فمن وُجدت عنده فوجب عليه شكرها، ويكون ذلك بالمحافظة علي هذه النعمة أو بإكرامِها كما وردَ في الحديث الشريف السابق .
- وكن كيف يكون إكرام الشَعر؟!
يتمثل ذلك في العناية به كتمشيطه وتسريحه وغسله وتطييبه وتدهينه وترجيله وغيره من العناية اللازمة به ولا يتركه مفرقاً، لما ورد عن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أنه كان يحرصُ على إكرام شعره ونظافته.
- فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أَنَّهُ قَالَ أَتَانَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَرَأَى رَجُلًا ثَائِرَ الرَّأْسِ فَقَالَ: (أَمَا يَجِدُ هَذَا مَا يُسَكِّنُ بِهِ شَعْرَهُ) رواه أحمد وأبو داود والنسائي وصححه الشيخ الألباني رحمه الله تعالى.
- إلا أن المبالغة في ذلك مذمومة وذلك لعدة أسباب منها :
1- لما فيها من إضاعة للوقت والجهد ومضيعة للمال.
2- وأن المُبالغة والإسراف في العناية بالمنظر والشكل تدعو إلى الكِبر والغرور، لما ورد عن الصحابي عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر، فقال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنًا ونعله حسنة؟، قال: إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بَطَر الحق وغمْط الناس)، رواه مسلم.
3- كما أن الإسراف في ذلك يدعو الي الترفه وهو أمر منهي عنه؛ وقد ثبت من حديث فضالة بن عبيد عند أبي داود قال : (إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينهانا عن كثير من الإرفاه) والإرفاه: الاستكثار من الزينة وأن لا يزال يهيئ نفسه.
- فيتبين هنا أن العناية بالشعر والمنظر الخارجي أمر مستحب، وهو من تعاليم ديننا الإسلامي الذي يدعو إلى النظافة ومخالفة الكفار.
- فقد جاء الإسلام حاثًا على النظافة والترتيب والاعتناء بالجسم وعلم هذا لكافة أنحاء العالم، فالأجدر بنا أن نطبق تعاليم ديننا على أنفسنا ونظافتنا الشخصية.
ومن إكرام الشعر :
1- ينبغي على المسلم أن لا يتشبه بالكفار كقص شعره كقصات الغرب مثل قص الشعر قزعا فقد نهى النبي عليه الصلاة والسلام عن القزع ومعنى القزع أن يقص الشعر من الأسفل بشكل كامل ويتركه طويلا من فوق ، أو أن يَحلق بعض الرأس ويَترك بعضه، وقد ورد حديث بالنهي عنه فعن ابن عمر - رضي الله عنه - أنه قال : "نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن القَزَع"؛ متفق عليه . فالواجب حلق الرأس كله، أو تركه كله .
2- كما إن من إكرام الشعر عدم وصله (أي وصل الشعر بالشعر) لأن الذي يوصل شعره أصبح ملعونا لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعن الله فاعله أو فاعلته.
3- وبنفس الوقت أمرنا الإسلام بالاهتمام به بقدر على أن لا نسرف في ذلك ونتذكر دائما أن الجمال الحقيقي يكمن في القلب وفي سلامته وطهره.
4- وينبغي على المسلم أن يتجمل بما امرنا به الدين الإسلامي لأن الله تبارك وتعالى يحب الجمال للحديث الوارد (إن الله جميل يحب الجمال ) .
5- فالله تعالى لا ينظر إلى صورنا إنما إلى قلوبنا ونوايانا فمن كان حسن النية سليم القلب جعل الله في وجهه نورًا، وجعله جميل المنظر والمخبر.