ما المقصود "ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب"؟

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
دكتوراة في الفقه وأصوله (٢٠١٠-٢٠١٣)
.
١٩ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
هذه العبارة وردت في الحديث الذي رواه الإمام البخاري من حديث أبي هريرةرضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (ما يُصِيبُ المُسْلِمَ، مِن نَصَبٍ ولَا وصَبٍ، ولَا هَمٍّ ولَا حُزْنٍ ولَا أذًى ولَا غَمٍّ، حتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بهَا مِن خَطَايَاهُ).

والنصب : هو التعب بشكل عام والمشقة التي يجهدها من أي أمر .
والوصب : هو المرض والوجع منه على وجه الخصوص .


فهذا الحديث فيه بشرى للمسلم أن الله يجعل كل ما يصيبه في الدنيا من مشاق وتعب ومرض ووجع وهم حزن وأذى وغم مهما صغر أو كبر فيه مصلحة ومنفعة له بتكفير سيئاته ومحوها.

فبدلاً أن تكون هذه الأمور مجرد مشاق وهموم منغصة يحولها الله بكرمه إلى ذخيرة لعبده المؤمن بمحو سيئاته مقابل ما أصابه في الدنيا ،

وبعض العلماء يقول أن هذا التكفير للسيئات يحصل بمجرد وجود الألم والمشقة فإذا زاد العبد على ذلك الصبر والاحتساب والرضا فإنه ينال أجرا  ورفعة درجات على هذا الصبر والاحتساب .

وهذا أمر يهم العبد المؤمن خاصة لما يقرأ قوله تعالى ( من يعمل سوءا يجز به ) فأبو  بكر الصديق لما سمع الآية خاف منها ووجل وقال :يا رسول الله كيف الصلاح بعد هذه الآية.. فكل سوء عملناه جزينا به ؟  فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " غفر الله لك يا أبا بكر ، ألست تمرض ؟ ألست تنصب ؟ ألست تحزن ؟ ألست تصيبك اللأواء ؟ " قال : بلى . قال : " فهو ما تجزون به " .

فهذه الابتلاءات في ظاهرها محنة للمؤمن وفي باطنها منحة وهذا مما يخفف على المؤمن ولا شك .

والله أعلم 

  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة