ما المقصود ب"انفجرت منه اثنتا عشرة عيناً"؟

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
دكتوراة في الفقه وأصوله (٢٠١٠-٢٠١٣)
.
١٠ ديسمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات
الآية المقصودة هي قوله تعالى في سورة البقرة :
وإذِ اسْتَسْقَىٰ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ ۖ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا ۖ قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ ۖ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِن رِّزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (آية 60) 
ووردت في أكثر من موضع من القران ولكن في سوة الأعراف جاء السياق بلفظ ( فانبجست منه اثنتا عشرة عينا ) .

والآية على ظاهرها وتعني أن موسى عليه الصلاة والسلام لما عطش قومه-  قيل وهم في التيه في الصحراء - وطلبوا السقيا منه ، أمره الله أن يضرب حجرا من الطور بعصاه ، فلما ضربه انفجر من هذا الحجر اثنتا عشرة عينا كل عين يشرب منها نسل سبط من أسباط اليهود ، حيث من المعلوم أنهم كانوا اثني عشر سبطا  ، وبقي هذا الحجر  معهم يأخذونه حيث ارتحلوا وحلوا.

ومما ورد في صفة هذا الضرب والشرب من آثار ما رواه الطبري رحمه الله في تفسيره :
 
( عن قتادة قوله: (وإذ استسقى موسى لقومه) الآية قال : كان هذا إذْ هم في البرية اشتكوا إلى نبيهم الظمأ , فأمروا بحجر طوري - أي من الطور - أن يضربه موسى بعصاه . فكانوا يحملونه معهم , فإذا نـزلوا ضربه موسى بعصاه فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا , لكل سبط عين معلومة مستفيض ماؤها لهم ...

وعن ابن عباس قال: ذلك في التيه؛ ظلل عليهم الغمام , وأنـزل عليهم المن والسلوى , وجعل لهم ثيابا لا تبلى ولا تتسخ , وجُعل بين ظهرانيهم حجر مربع , وأمر موسى فضرب بعصاه الحجر , فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا في كل ناحية منه ثلاث عيون , لكل سبط عين ؛ ولا يرتحلون منقلة إلا وجدوا ذلك الحجر معهم بالمكان الذي كان به معهم في المنـزل الأول ...

و قال ابن زيد: استسقى لهم موسى في التيه , فسقوا في حجر مثل رأس الشاة، قال: يلقونه في جوانب الجوالَق إذا ارتحلوا ،  ويقرعه موسى بالعصا إذا نـزل , فتنفجر منه اثنتا عشرة عينا , لكل سبط منهم عين ، فكان بنو إسرائيل يشربون منه , حتى إذا كان الرحيل استمسكت العيون , وقيل به فألقى في جانب الجوالق ،  فإذا نـزل رمى به ، فقرعه بالعصا , فتفجرت عين من كل ناحية مثل البحر ).

والله أعلم  

  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة