أولا : الفرق بين الركن من جهة وبين الفرض والواجب من جهة أخرى :
الركن هو نوع من الخطاب الشرعي الوضعي : يعني أن الشارع وضع - أو جعل - هذا الفعل أوالأمر ركناً من أركان هذا الامر أو الفعل ، وليس فيه تكليف بمجرده .
ومعنى جعله ركناً : هو أن الشارع يحكم أن هذا الفعل الذي هو جزء من الماهية لا يصح الحكم بدونه كما انه يوجد بوجوده .
كالركوع في الصلاة جعله الشارع ركناً من أركان الصلاة فهذا خطاب وضعي ،ينبني عليه الحكم بأن الصلاة تنعدم بانعدام الركوع ، كما أن صورة الصلاة توجد وجوده وإن كان الحكم بصحة الصلاة لا يكفي فيه وجود الركوع بل لا بد من توفر باقي الأركان والشروط .
وهذا معنى قولهم : في تعريف الركن : هو مايلزم من وجوده الوجود ويلزم من عدمه العدم وهو جزء من الماهية .
وينبني على الحكم بالركنية حكم تكليفي وهو وجوب أو الفرضية ،فيجب على المصلي فعل أركان الصلاة جميعها لتصح صلاته .
وعلى ذلك فالواجب والفرض هو نوع من انواع الخطاب التكليفي : ويعني ما يستحق فاعله الثواب ويستحق تاركه الذم والعقاب .
كوجوب الصلوات والزكاة والصوم والحج .. إلى آخر الواجبات المعروفة .
ثانياً : الفرق بين الواجب والفرض :
اختلف الأصوليون في الفرق بينهما :
-فذهب الشافعية والمالكية وقول عند الحنابلة إلى أن الفرض والواجب شيء واحد لا فرق بينهما ، فكل واجب فرض وكل فرض واجب .
- وذهب الحنفية وقول أخر عند الحنابلة ،إلى التفريق بين الفرض والواجب ، واختلفوا في الفرق بينهما :
فبعضهم -وهم الحنفية - قال الفرض هو ما ثبت وجوجبه بدليل قطعي ، يكفر جاحده كوجوب الصلوات الخمس ، بينما الواجب هو ما ثبت بدليل ظني لا يكفر جاحده كوجوب صلاة الوتر عند الأحناف مثلا .
وعند بعض الحنابلة الفرض آكد من الواجب ، فالفرض ما لا يسقط سهوا ولا عمدا كأركان الصلاة ، بينما الواجب هو ما يسقط سهوا لا عمداً كواجبات الصلاة عندهم مثل التشهد الأوسط .
والله أعلم