ما الفرق بين الإيثار الفعال والمرغوب والإيثار الاستسلامي

1 إجابات
profile/بشاير-نهاد-جابر
بشاير نهاد جابر
أخصائية نفسية
.
٢٣ ديسمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات
الإيثار بشكل عام يعبر عن مبدأ أخلاقي يدفعنا للقيام بسلوكيات مرغوب يقوم فيها الأشخاص بتقديم المصلحة العامة على مصلحتهم الشخصية، وتفضيل الآخرين على حساب رغباتهم، وهو خلق محمود لكن كما نعلم كل شيء يكون جبداً ما دام بحدود المعقول والمنطق، لذلك عندما يتجاوز الإيثار الحد المتوازن أو يتم تبني هذا السلوك لأسباب خاطئة تماماً يتوقف الأمر عن كونه مرغوب ويترك آثاراً سلبية على الصحة النفسية للإنسان وهي ما يعرف بالإيثار الاستسلامي، ولتوضيح هذا أكثر سأقوم بتعريف كل منهما على حدى:

  • الإيثار الفعال :
وهو سلوك أخلاقي عكس الأنانية يقوم فيه الفرد بتفضيل الآخرين على نفسه وتقديمهم عنه بهدف أن تعم الفائدة ودون انتظار مقابل فنرى الأم تبدي أبناءها على نفسها عند شراء الحاجات، ونرى الأب يضحي بوقته وراحته في سبيل إسعاد أسرته، وتجد من يتبرع بالمال رغم حاجته لعلمه أن هناك من هو محتاج أكثر منه، كل هذه هي صور وأمثلة على الإيثار الفعّال الذي ينشر التآخي في المجتمع ويزيد من التعاطف بين الناس ويكتسب رضا الله وفي نفس الوقت لا يتعارض مع سير حياة الفرد وتحقيقه لطموحاته، مما سبق نرى أن الإيثار الفعّال هو الذي يعود بالنفع على الأسرة والمجتمع وعقيدة الفرد كذلك، لكن ما الذي قد يجعل الإيثار سلبياً ؟

  • الإيثار الاستسلامي:
يصبح الإيثار سلبياً عندما يتسم بالاستسلام، وهذا يعني أن يستسلم الفرد إلى تحقيق رغبات الغير ويتخلى عن حياته في السعي خلف رضاهم وراحتهم متجاهلاً نفسه ورغباته وأهدافه وطموحاته وغيرها، كالأم التي تفني عمرها في سبيل إسعاد أبنائها وزوجها دون الاكتراث لرغباتها وحقوقها، أو الشخص الذي يتعرض إلى الابتزاز العاطفي فيضطر إلى تقديم الطرف الآخر على نفسه في كل شيء حتى يشعر بالرضا، وغيرها من حالات الإيثار غير المتوازن الذي ينعكس على الصحة النفسية للفرد بشكل سلبي، حيث يصاب الفرد بالإحباط، الاكتئاب، انعدام الثقة بالنفس، مفهوم ذات سلبي، تقدير ذات متدني وغيرها من المشاكل النفسية .