ما هو الابتزاز العاطفي وكيف أتجنبه عند تعاملي مع الآخرين؟

الابتزاز العاطفي: هو أحد أشكال التلاعب النفسي والذي يعني استغلال خوف الأشخاص من الفقد أو خسارة الآخرين للتحكم في تصرفاتهم، كما الابتزاز المالي هو طلب المال مقابل الحفاظ على سر معين يمتلكه الطرف الآخر فالابتزاز العاطفي كذلك إلا أنه يشترط تقديم العاطفة بمقابل معين، على سبيل المثال تهديد الرجل لزوجته بالانفصال في كل مرة تقوم فيها بأمر خاطئ هو نوع من أنواع التلاعب النفسي والابتزاز العاطفي وكأنما يخبرها أنها يجب أن تقوم بمجموعة من الأمور إذا أرادت تلقي الحب والاهتمام من الشريك.

وهذا لا ينطبق على العلاقات العاطفية فقط بل على جميع أشكال العلاقات، الصداقة وعلاقات الأسرة وغيرها، ففي بعض الحالات تخبر الأم طفلها بحسن نية أنها ستتوقف عن حبه إذ لم يسمع كلامها، الآن الأم تظن أنها هكذا تحافظ على سلوك ابنها وتربيه لكن في الحقيقة دماغ طفلها قام بتفسير الأمر كالآتي: حب والدتي مرهون بعملي لهذه الأمور وتوقفي عنها يعني توقفها عن حبي، وهذه كارثة فالأم هي مصدر الأمان الأول للطفل ومحل الثقة وبهذا هي كسرت هذه الثقة وجعلت ابنها في حالة تأهب للّحظة التي سيقوم فيها بفعل أمر خاطئ وتتوقف والدته عن حبه كما قالت، مما يشكل عنده مشاكل في الالتزام والمسؤولية عندما يكبر، وهذا ينطبق على الكبار أيضاً، تخيل أنك في علاقة مع شخص مهما كانت صداقة حب أو غيرها، وفي كل مرة يريد فيها هذا الشخص شيئاً يهدد بالرحيل، هل تتخيل أن هذه العلاقة ستكون مريحة أم مليئة بالتوتر النفسي ؟

كيفية تجنب الابتزاز العاطفي في العلاقات :

سواء كنت الشخص الذي يتعرض للتلاعب أو كنت انتَ المتلاعب هناك مجموعة من الملاحظات التي بمجرد أن تدركها سيزول هذا الحاجز في علاقاتنا بالآخرين وهي:

- الحب غير المشروط: نحن نرفض السلوك ولا نرفض الشخص نفسه، اذا قام أحدهم بارتكاب خطأ ما أقوم بمساعدتهم للتخلص منه وتصحيحه دون اللجوء إلى التهديدات التي ستسلب الأمان من العلاقة ليس إلا، نمسح الخطأ لتدوم العلاقة ولا نمسح العلاقة من أجل خطأ.

- عدم الانصياع للتهديد: لا تجعل بقاء الشخص حولك مرهون بأمور معينة، لأن البقاء والاهتمام وغيرها هي أمور ليست موضع نقاش لذلك من يشترط أموراً حول تقديم الحب والعاطفة اقطع عليه الطريق فوراً ولا تجاريه.

- الثقة بالنفس: إظهار الثقة الدائمة بالنفس هو أمر يجعلك منيعاً للابتزاز العاطفي كونك تدرك ما تفعل ولا تتقبل اللوم على أمور تشعر أنك لا سلطة لك عليها أو أنها ليست من مسؤولياتك، وإظهار هذا للمبتز ستجعله يتردد في التلاعب.

ضع في ذهنك دائماً أن العلاقات هي شراكة متبادلة ويجب أن نعطي كما نمنح وليس لأي طرف أن يمنع الآخر عن أمر يحبه بحجة إعطائه الحب والاهتمام وهي في الحقيقة لراحته الذاتية ومصلحته الشخصية في المقام الأول، ضع نفسك مكان الطرف الآخر دائماً لتعلم كيف يفكر وما إذا كان مبرراً وإذا لم تجد منطقاً في الكلام واجه ولا تسكت خوفاً من خسارة الأشخاص فالحب الحقيقي هو حب غير مشروط.