في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة الكثير الكثير من الحديث عن الجنة، ووصف أهلها، وكيفية دخولها، ووصف أنهارها وأشجارها، وطعامها وشرابها، وبيوتها، وسوقها، وأبوابها، ..و... و ...
ولكن ولأن السائل حدد سؤاله بالأحاديث الشريفة فسأضطر لتخصيص اجابتي بما ورد في الأحاديث الشريفة لا في القرآن الكريم، ولأنه أيضاً حدد سؤاله بالأحاديث الصحيحة فسأقتصر عليها فحسب، ونظراً لعدم الإطالة فسأختصر وأذكر قليلاً من كثير:
نعيم أهل الجنة:
في الصحيحين عن أبي هريرةَ رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلّم قال: " قال الله عزَّ وجلَّ: أعْدَدْتُ لعبادي الصالحينَ مَا لاَ عَيْنٌ رأتْ ولا أذنٌ سمعتْ ولا خطرَ على قلب بَشَر. وأقْرَؤوا إن شئتُم " فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّآ أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ" ( سورة السجدة، الآية: 17 ) . "
وأيضاً في صحيح مسلم عن أبي سعيد رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلّم قالَ: " إذا دخل أهل الجنةِ الجنة ينادِي منادٍ: إن لكمْ أنّ تَصِحُّوا فلا تَسْقموا أبداً وإن لكم أن تَحْيَوْا فلا تموتوا أبداً، وإنَّ لكم أن تشِبُّوا فلا تَهرموا أبداً "
وأيضاً في صحيح مسلم من حديثِ أبي سعيدٍ الخدريِّ رضي الله عنه أنَّ الله يقول لأهلِ الجنةِ: "أحِلُّ عليكم رضوانِي فلا أسخطُ عليكم بعدَه أبداً "
وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من يدخل الجنة ينعم، لا يبأس، لا تبلى ثيابه، ولا يفنى شبابه" (رواه مسلم)
أبواب الجنة:
وعن سهلِ بنِ سعدٍ رضي الله عنه أن النبيَّ صلى الله عليه وسلّم قالَ: " في الجنةِ ثمانيةُ أبوابٍ فيها بابٌ يسمَّى الريَّانَ لا يدخلُه إلا الصائمون " (متفق عليه )
وعن عِتَبةَ بن غزوانَ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم خطَب فحمد الله وأثْنَى عليه، ثم قالَ: " أمَّا بعدُ فإن الدنيا قد آذَنَتْ بِصرْمِ ووَلَّتْ حذَّاءَ ولم يبْقَ منها إلا صُبابةٌ كصُبابةِ الإِناء يصطبُّها صاحبُها، وإنَّكُمْ منتقِلونَ منها إلى دارٍ لا زوالَ لها فانتقلوا بخير ما يَحْضُرَنكُمْ. ولَقَدْ ذُكِرَ لنا أنَّ مِصراعينِ منْ مصاريعِ الجنةِ بيْنَهما مسيرةُ أربعينَ سَنَةً، وليأتِينَّ عليه يومٌ وهو كَظِيظٌ مِنَ الزحامِ»، (رواه مسلم )
درجات الجنة:
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلّم قال: " إن في الجنةِ مئة درجةٍ أعَدَّها الله للمجاهدِين في سبيلِه بينَ كلِّ درجتين كما بينَ السماءِ والأرض. فإذَا سألتُمُ الله فأسألُوه الفِرْدوسَ فإنَّهُ وسطُ الجنة وأعلى الجنة ومنه تفجَّرُ أنهار الجنة وفوقَه عرشُ الرحمنِ " (رواه البخاريُّ )
بيوت الجنة:
عن أبي هريرةَ رضي الله عنه قال: قُلْنَا: يا رسولَ الله حدِّثنَا عن الجنةِ ما بناؤُهَا ؟ قال: " لَبِنَةٌ ذهبٍ ولبنةٌ فضةٍ، ومِلاَطُها المسكُ، وحَصباؤها اللؤلؤُ والياقوتُ، وترابَها الزَعفرانُ، مَنْ يدخلُها ينعمُ ولا يبأسُ، ويخلُدُ ولا يموتُ، لا تَبْلَى ثيابه ولا يَفْنى شبابُه " (رواه أحمد والترمذي، وصححه الألباني)
وبيوت وقصور الجنة تجري من تحتها أنهار من ماء ولبن وخمر وعسل.
تربة الجنة:
عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أُدخِلت الجنة فإذا فيها جنابذ اللؤلؤ وإذا ترابها المسك " (متفق عليه ).
نعيم النساء في الجنة:
وعن أنس رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلّم قال: " لقاب قوسِ أحدِكم أو موضعِ قدمٍ في الجنة خيرٌ من الدنيا وما فيهَا، ولَوْ أنَّ امرأةً من نساءِ الجنة اطلعتْ إلى الأرض لأضاءت ما بيْنَهُمَا ولملأت ما بينهما ريحاً ولنَصِيِفُها (يعني الخمارَ) خيرٌ من الدنيا وما فيها " (رواه البخاري"
ومن النعيم في الجنة للمؤمنين: الحور العين، والحورية هي شديدة بياض البشرة و شديدة سواد العين.
سوق الجنة :
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلّم قال: " إنَّ في الجنة لسُوقاً يأتونَها كُلَّ جمعةٍ فتَهبُّ ريحُ الشَّمالِ فتحثو في وجوهِهِم وثيابِهم فيزدادُونَ حُسناً وجَمَالاً، فيرجعونَ إلى أهلِيْهمْ فيقولُونَ لهم: والله لقد ازددتم بعدنا حسناً وجمالاً فيقولون: وأنتم والله لقد ازددتم بعدَنا حسنا وجمالاً " (رواه مسلم (
ليس في الجنة ما يتقذَّر منه الناس في الدنيا :
في صحيح مسلم حديث جابر رضي الله عنه أن النبيَّ صلى الله عليه وسلّم قال: " إن أهل الجنةِ يَأكلُون فيها ويشْرَبُون ولا يتفُلُون ولا يبُولونَ ولا يَتَغَوَّطونَ ولا يمْتَخِطون، قالوا: فما بالُ الطعام؟ قال: جُشاءٌ ورَشْحٌ كَرشحِ المسكِ يُلْهَمُونَ التسبيحَ والتحميدَ كما يُلْهَمُونَ النَّفس.
أعظم نعيم أهل الجنة: النظر لوجه الله تعالى مباشرة:
عن صُهَيب رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلّم قال: " إذا دخلَ أهلُ الجنةِ الجنةَ نادىَ منادٍ يا أهلَ الجنةِ إن لكم عندَ الله مَوْعِداً يريدُ أن يُنْجِزَكُمُوهُ، فيقولونَ: ما هُو؟ ألَمْ يُثَقِّلْ موازينَنَا ويُبَيِّضْ وجوهَنا ويدخلْنا الجنةَ ويزحْزحْنا عن النار؟ قال: فيكشفُ لهم الحِجَاب فينظرون إليه فوالله ما أعطاهم الله شيئاً أحبَّ إليهمْ من النظرِ إليه ولا أقَرَّ لأعينِهم منهُ" (رواه مسلم )