كم طول حواء زوجة أبونا آدم عليه السلام وكيف عرفنا وصفها عموما

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٠٦ مايو ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات

لم يثبت في النصوص الشرعية كم كان طول أم البشر حواء عليها السلام، إنما الذي ثبت هو طول أبو البشر أبينا آدم عليه السلام.

- ففي الحديث الصحيح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعا فلما خلقه قال اذهب فسلم على أولئك النفر من الملائكة جلوس فاستمع ما يحيونك فإنها تحيتك وتحية ذريتك فقال السلام عليكم فقالوا السلام عليك ورحمة الله فزادوه ورحمة الله فكل من يدخل الجنة على صورة آدم فلم يزل الخلق ينقص بعد إلى اليوم". أخرجه بخاري ومسلم.
- ولكن قد نستنتج أن طول حواء كان يساوي طول آدم عليه السلام أو أقل منه قليلاً، وهذا من علم الغيب الذي لم يرد فيه نص شرعي فحري بالمسلم أن لا يبحث عنه، لأنه من العلم الذي لا يضر الجهل به ولا ينفع العلم به.

أما عن كيفية خلق حواء فقد ثبت ذلك من خلال النصوص الشرعية: فقد خلق الله تعالى أم البشر الأولى وأول أنثى على وجه الأرض من ضلع آدم عليه السلام وليس من طين حتى تكون أقرب إليه وحتى يسكن إليها قلبه، وهذا ما فسره علله القرآن الكريم بقوله تعالى: (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا) [النساء: 1]،

- وقال تعالى: (هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها فلما تغشاها حملت حملا خفيفا فمرت به فلما أثقلت دعوا الله ربهما لئن آتيتنا صالحا لنكونن من الشاكرين) [الأعراف: 189].

- فقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ) ليدل على أن أصل الشرية نفس واحدة لا نفسان. ليعلم المخلوق كيف كان أصله، وما هو مبدأ خلقه، وأن الله على كل شيء قدير، فيعلم ضعفه وقلة حيلته، ويعلم عظمة ربه في قدرته ومشيئته، فحري به لاحقا أن يؤمن به ويسلم له. وقال شيخ الإسلام أحمد ابن تيمية رحمه الله:" خلق سائر الخلق من ذكر وأنثى، وكان خلق آدم وحواء أعجب من خلق المسيح؛ فإن حواء خلقت من ضلع آدم، وهذا أعجب من خلق المسيح في بطن مريم، وخلق آدم أعجب من هذا وهذا وهو أصل خلق حواء أ.

-وقال ابن القيم رحمه الله كما يرى عباده قدرته التامة في خلقه لنوع الإنسان على الأقسام الأربعة الدالة على أنه مخلوق بقدرته ومشيئته، تابع لها، فمنه ما خلق من غير أب ولا أم، وهو أبو النوع الإنساني، ومنه ما خلق من ذكر بلا أنثى، وهي أمهم التي خلقت من ضلع آدم، ومنه ما خلق من أنثى بلا ذكر، وهو المسيح ابن مريم، ومنه ما خلق من ذكر وأنثى وهو سائر النوع الإنساني، فيرى عباده آياته ويتعرف إليهم بآلائه وقدرته وأنه إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون.

- والصحيح بأن أمنا حواء خلقت من ضلع آدم عليه السلام وخلقت من ضلعه الأيسر، من خلفه وهو نائم، فاستيقظ فرآها فأعجبته، فأنس إليها وأنست إليه.

-فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (استوصوا بالنساء فإن المرأة خلقت من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج. فاستوصوا بالنساء) متفق عليه

قال الحافظ رحمه الله:
" قوله: (خلقت من ضلع) أخرجه ابن إسحاق وزاد: (ليسرى من قبل أن يدخل الجنة، وجعل مكانه لحم) انتهى من " فتح الباري " (6/368).

-وقال ابن كثير رحمه الله:
" أمر الله آدم عليه السلام أن يسكن هو وزوجته الجنة فقال (وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين).