تساءل الكثيرون عن سبب تكرار "فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان" والحكمة من ذلك، وقد كذّب الكفّار الرسول صلّى الله عليه وسلم بسبب هذه الآية، وقالوا بأنّ هذا القرآن من عنده بسبب هذا التكرار وأنّه لا داعي له. إلّا أنّ المتأمّل في الآيات يجد فيها من الإعجاز الكثير، فالله سبحانه وتعالى كرّر هذه الآية إقراراً بنعمه وتأكيداً عليها لتذكير النّاس بها، فمن عادة العرب تكرار الكلام لتأكيده، وقد كرّرت الآيات لتأكيد نعم الله على الإنس والجن، فالاستفهام في هذه الآية أسلوبٌ للإقرار وعدم الإنكار، وهذا شائعٌ في لغة العرب وكلامهم. كما أنّ هذه الآية تمّ تكرارها واحداً وثلاثين مرّة، وهي من مضاعفات الرّقم سبعة بالاتّجاهين، والمتأمّل في الآيات وأعدادها يجد أنّ هناك علاقة رياضيّة في أرقام هذه الآيات وتكرارها، وهي علاقة عجيبة أساسها الرّقم 7، ولم يأت ذلك من فراغ عبثيّ وإنّما كانت هذه الآيات دليلاً على أنّ الله سبحانه وتعالى الّذي خلق السبع سماوات بما فيها، هو نفسه الّذي أنزل هذا القرآن الكريم المحكم.