يمكن أغلبنا بستغرب كيف لهذا الشخص أن يحفظ الكم الهائل من المعلومات أو أن يجيب على الأسئلة بشكل سريع ويمتلك القدرة على حل المشكلات وأن يكون "سيّد الموقف" كما يُقال.
توصّلت الدراسة الجديدة إلى أنَّ كل هذا التألُّق هو ناتج من العملية الدقيقة المرتبة والدماغ المرصوف بكفاءة عالية. وليس له علاقة بزيادة عدد خلايا الدماغ.
تفاصيل الدراسة التي أُجريت:
قام مجموعة من علماء الأعصاب في جامعة الرور في بوخوم وجامعة هامبولدت في برلين، وكلاهما في ألمانيا، بتحليل أدمغة 324 شخصًا بدرجات متفاوتة من المعرفة العامة (مختلف أنواع المعلومات)، كما وأعطى الباحثون هؤلاء المشاركين أكثر من 300 سؤال تمس مجالات مختلفة، مثل الفن والعمارة والعلوم، لقياس مستوى المعرفة العامة للأفراد، أو حسب ما يُعرف باسم الذاكرة الدلالية .
استخدم المحققون نوعًا من التصوير بالرنين المغناطيسي يُعرف باسم تصوير موتر الانتشار لتتبع المياه التي تتدفق حول الدماغ، والتي تتبع عادةً على طول المسارات الممهدة بين خلايا الدماغ.
من خلال تتبع المياه أثناء عمليات مسح الدماغ، تمكّن الباحثون من "رؤية" الروابط.
وحسب ما بيّنته النتائج أن هؤلاء الأشخاص الذين حفظوا، ويمكن أن يتذكروا، معرفة عامة أكثر، لديهم اتصالات دماغية أكثر كفاءة. بحيث تكون الروابط أقوى وأقصر بين خلايا الدماغ.
- وكما قال المؤلف الرئيسي للدراسة إرهان جينك/ الباحث في قسم علم النفس الحيوي بجامعة الرور في بوخوم:
"إنه من المنطقي أن يكون لدى الأشخاص الذين يمتلكون معرفة عامّة أكثر اتصالات دماغية أكثر كفاءة".
بالإضافة إلى أنه يتم تخزين أجزاء مختلفة من المعرفة العامّة في أماكن مختلفة عبر الدماغ.
- فمثلاً، سؤال بسيط: في أي عام حدث الهبوط على سطح القمر؟
قد يكون لدينا "قمر" مخزّن في منطقة، و "هبوط على سطح القمر" في منطقة أخرى، وحتى العام الذي وقع فيه الحدث في منطقة أخرى. لذلك، حتى يتم الإجابة على السؤال، يجب على الدماغ أن يربط "القمر" بـ "الهبوط على سطح القمر" بـ "العام"، ويقوم بذلك من خلال هذه الروابط.
وبالتالي، من المنطقي أنه إذا كانت الاتصالات أكثر كفاءة، فيمكن لهذه المعلومات أن تنتقل بسرعة وسهولة.
8366 مشاهدة
