ما أثر أسماء الله الحسنى على الفرد؟

2 إجابات
profile/غادة-شمسي-أم-مريم-1
غادة شمسي أم مريم
كاتبة في المجال الديني و الفقهي
.
٠٩ أكتوبر ٢٠١٩
قبل ٥ سنوات
الكون كله ما بين مؤثر ومؤثر به .. 
وإن الطاقة الأولى المحركة مدد من الله تعالى خالق كل شيء كما أن الكون كله يسبح بحمد خالقه ..والإنسان جزء من هذا الكون فهو فاعل ومنفعل 
فيكون مؤثرا بما حوله وبنفس الوقت يتلقى الواردات الإلهيه 
من نعم وفيوضات ..
ومن جملة الفيوضات تأثره بتلاوة الأسماء الحسنى سواء أسماء الذات وأسماء الصفات ..
وإن كان العلم قد أثبت تأثر الماء بالكلام الطيب وتشكله بترتيب هندسي بديع فور قراءة كلام الله عليه ... 
وإن الإنسان هذا الكائن المائي في أغلب عناصره والمعدني بصفاته الترابيه والروحي بوجود الروح المحركة فيه
أولى بالإستجابة لأسماء الله الحسنى وهي استجابة روحية علوية .. 
واستجابة نفسية أرضية 
تتحكم بالعبادات والتصرفات 
فيصبح رحيما عندما يتحقق باسم الله الرحمن الرحيم ويصبح  معطاء عندما يتحقق باسم الله الغني وهذا مايشير إليه الحديث الشريف ..
إن لله تسعا
و تسعين اسما من أحصاها دخل الجنة .. ومن جملة اللطائف التخلق بأخلاق الله..
ومن وفق إليها
فقد أدرك الخير كله ....

بأسماءه وصفاته تتعرف عليه، فكيف تعبد إلهاً لا تعرفه؟ 

فمثلا تعرف أن هذا الإله الأعظم الذي تعبد يتصف بالرحمة، أيضاً هو غفور، ودود، لطيف، خبير، غنيّ، عظيم، عليم، قريب، مجيب، قويّ، وهاب، رزّاق، حكيم إلخ.
بعدها ستستشعر أثر أسماءه في تفاصيل حياتك،
عندما تكون في حالة ضعف إنساني، قليل الحيلة، الأبواب مغلقة أمامك، ستتذكر أن الله (قريب عليم)، فهو عالم بحالك وبما يجول في خاطرك. ستدعوه فيستجيب لإنه (مجيب).
ستستشعر أنك قوي به، فهو (القويّ)، ستلجأ لمصدر القوة الأعظم. 
سيفتح لك ولغيرك أبواباً حسبت أنها لن تفتح أبداً فتستشعر أنه (الرزاق الوهاب)، يدبر أمور حياتك بطرق عجيبة، فتدرك أنه (اللطيف)، لطف بك وحرمك من أشياء وأعطاك أشياء أخرى بحكمته فهو (الحكيم العليم)، عالم بما ستؤول إليه الأمور فعنده العلم والحكمة المطلقة، فتسلم أمرك كله إليه بطمأنينة وسلام فهو (السلام).
يحبب إليك الجمال ويزرع في قلبك الحب ويقرب إليك خير خلقه فهو (الودود).
أيضاً عندما تعصيه وتبتعد عنه يعاقبك لتعود إليه فهو (شديد العقاب).

عندما تعرفه وتستشعر أسماءه ستؤمن به أكثر فأكثر وتحبه جداً، ستشعر أنك قوي عزيز به مطمأن، فهو ملاذنا وملجأنا الآمن، ستستحي منه لإنك عصيته وابتعدت عنه، فتتوب، فيتوب عليك، فهو (التواب).

وبعدها ستبداً تتمثل صفات إلهك فيك، فكما الإله الذي تعبد رحيم ستصبح أنت رحيماً، ولانه قوي ستصبح أنت قوياً به، كما أن الله لطيف ستصبح أنت لطيفاً، مع كامل الفرق بين صفات الإله الأوحد الأجل المتصف بصفات الكمال، وصفات مخلوقاته.