ما معنى اسم الجلالة (البارئ) سبحانه وتعالى وما هي فوائده وكم مرة ذكر في القرآن الكريم وما هي دلالة ذكره؟

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
دكتوراة في الفقه وأصوله (٢٠١٠-٢٠١٣)
.
٠٢ ديسمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات
معنى اسم الله البارئ وعدد مرات وروده في القران :

اسم الله تعالى البارئ من الأسماء التي اتفق العلماء على عدها من أسمائه الحسنى ، لوروده صريحا في القرآن مجردا ودون إضافة ومعرفا بالاف واللام الدال على العلمية .
وقد ورد في القران مرتين إحداهما مجردا عن الإضافة والثانية مضافا :

الموضع الأول: في سورة البقرة مضافا إلى الخلق في قوله تعالى :( فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ) [البقرة: 54].

الموضع الثاني مجرداعن الإضافة في سورة الحشر في قولـه تعالى: (هُوَ اللهُ الخَالِقُ البَارئُ  المصور له الأسماء الحسنى ) [الحشر: 24].

أما في السنة فلم يرد اسما ولكن ورد فعلا مضافا إلى الله تعالى كما في حديث عبد الرحمن بن حنبش الطويل حيث ورد فيصيغة استعاذ النبي من الشياطين (أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ الَّتِي لَا يُجَاوِزُهُنَّ بَرٌّ وَلَا فَاجِرٌ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، وَذَرَأَ وَبَرَأَ) .
وفي البخاري عن علي قال ( ولا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ) .

والبارئ اسم فاعل مأخوذ من الفعل برء ، والبرء قالوا في اللغة يدل على معنين :
- الأول : الخلق .
- الثاني : التباعد من الشيء ومزايلته ، ومن استخدامات هذا المعنى وصف زوال المرضِ من المريض بأنّه برءَ منه،

واسم الله البارئ أخص بالمعنى الأول فهو البارئ بمعنى الخالق .
قال ابن قتيبة: (ومن صفاته (البارئ)، ومعنى (البارئ): الخالق، يُقال: بَرَأَ الخلقَ يبرؤهم، والبريَّة: الخلق) .
وقال الزجاج: (البرء: خلق على صفة، فكل مبروء مخلوق، وليس كل مخلوق مبروءاً) .
وقال ابن الأثير: (البارئ: هو الذي خلق الخلق، لا عن مثال، إلا أنَّ لهذه اللفظة من الاختصاص بالحيوان ما ليس لها بغيره من المخلوقات، وقلما تستعمل في غير الحيوان، فيقال: برأ الله النسمة، وخلق السماوات والأرض).

فاسم الله تعالى البارئ قريب من حيث الجملة من اسمه الخالق ، ولكنه يدل على أمرين قد لا يدل عليها اسم الخالق وحده :
الأول : خلقه الخلق فعلا وإيجادهم على غير مثال سابق ، وهو في ذلك أعطى كل مخلوق ما يصلح له واتقن كل شيء خلقه .
الثاني : انخلقه بريء من التفاوت والنقص والعيب
قال في مرقاة المفاتيح ( (وَبَرَأَ) أَيْ أوجد مُبَرَّأً عَنِ التَّفَاوُتِ، فَخَلَقَ كُلَّ عُضْوٍ عَلَى مَا يَنْبَغِي، قَالَ تَعَالَى: (مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ)[الملك: 3] )

 الفرق بين الخالق والبارئ والمصور
وأسماؤه تعالى الخالق والبار والمصور متلازمة ولكن بينها فروق دقيقة فهي كما قال ابن عاشور رحمه الله ( (الْخَالِقُ عَامٌّ، وَالْبَارِئُ أَخَصُّ مِنْهُ، وَالْمُصَوِّرُ أَخَصُّ مِنَ الْأَخَصِّ ) .
-
فالخالق : هو المقدر للشيء ولا يشترط فيه الوجود الخارجي ، ولو كان يشمل الوجود الخارجي فليس في مجرد الخلق دلالة على الإتقان وإحسان الصنعة ..

- أما البارئ : فهو الموجد لما قدره وخلقه بالتقدير ، أو هو المحسن لما خلقه المبرء لهامن العيوب والتفاوت المعطي كل شيء من خلقه ما ينفعه ويهيؤه لوظيفته التي خلق لأجلها .
قال ابن كثير رحمه الله : "الخلق هو التقدير، والبرء هو التنفيذ وإبراز ما قدره وقرره إلى الوجود"
- أما المصور : فهو المعطي المخلوق لقوامه وشكله .
نه
آثار الإيمان به :
1. تعظيم الله سبحانه وشكره على ما خلق وأوجد ، فهو المنعم بالخلق والإيجاد والاتقان والإحسان سبحانه .
2. اليقين أن كل شيء خلقه الله فله حكمة في ذلك ، فهو على كل شيء قدير فإذا خلق فلانا أعمى وفلانا مشلولا فليس هذا نقصا مجردا أو عقوبة أو عجزا حاشاه سبحانه ، بل يعلم سبحانه أن هذا المخلوق يصلح له هذه الحال حتى يؤدي ما قدر له من دور في حياته ، وهذا كاف أن يدفع عن العبد كثيرا من وساوس القدر وخطراته .
3. طرد وساوس الإلحاد وأفكارهم .

وغيرها من الآثار .

والله اعلم