ليس من السهل على الدول التوقف عن الاستيراد وتحقيق الاكتفاء الكامل ، وذلك ببساطة بسبب التنوع في توزيع الموارد الطبيعية والموارد البشرية وتنوع المناخ وغير ذلك..مثلاً كيف يمكن لدولة ان تحقق الاكتفاء الذاتي في الطاقة وليس لديها موارد طاقة تسد حاجاتها كالنفط والغاز الطبيعي مثلاً..
بالاضافة إلى ان وفرة بعض الموارد في بلدان دون غيرها تجعل لديها القدرة على اعادة تصنيعها في هذه البلد بأقل تكلفة من غيرها من البلدان التي تعاني من ندرة هذه الموارد.. مما يجعل كلفة استيراد هذه السلع ارخص من تصنيعها في البلد المستورد...
كما أن القدرات التكنولوجية والموارد البشرية لها عامل قوي في قرار انشاء صناعة معينة.. ونجد ذلك جلياً فيما بين الصين وأمريكا التي تراجعت عن قرار حظر العلاقات التجارية مع الصين لعدد من الشركات التكنولوجية مثل هواوي، الأمر الذي جعل الصين تفكر في ايجاد بدائل وصناعة محلية لما تستورده من الشركات الامريكية مثل جوجل..
كما انّ الاستيراد قد لا يكون بسبب عدم القدرة على الانتاج المحلي، بل قد يكون شكل من أشكال تحقيق المصالح السياسية ؛ فيكون استيراد سلعة ما مقابل مصلحة سياسية تحققها الدولة المصدرة كالحماية والأمن !
ومن الجدير بالذكر ان الدول الذكية تقوم بمحاولة قدر الامكان ان تصنع الحاجات الأساسية لها، وإن اضطرت لاستيراد السلع الحساسة فإنها ستحاول ان تنوع من المزودين الذين تتعامل معهم كاستراتيجية لعدم الوقوع في فخ الضغط عليها واستغلالها اقتصادياً وسياسياً..
لكن مع الأخذ بعين الاعتبار انه من ليس من العدل ان تفرض الدولة على رعاياها ان يستخدموا الحاجات فقط محلية الصنع.. فقد يكون ما تستورده الدولة ليس حاجة بل هو من اجل تحقيق رفاهية الشعب..