ما هو رأيكم بمشروع إنشاء شركة استيراد وتصدير في الإمارات إن كنت أرغب بفتح هذا المشروع من الصفر

 من المحتمل أن تأسيسك لشركة استيراد وتصدير لن يحتاج منك الكثير من المال، كل ما تحتاجه هو مقر أو موقع لاعتماده بأنه المكتب الرئيسي للشركة، بالإضافة إلى مخزن لتخزين البضائع، أما بالنسبة لعمليات الاستيراد والتصدير فإنه يمكن أن تكلف الكثير أو القليل من المال، هذا يعتمد على نوعية المنتجات وأسعارها والكميات التي سوف يتم استيرادها أو تصديرها، وبناءاً على ذلك فإن مشروع شركة الاستيراد والتصدير من الممكن أن يكون من المشاريع الصغيرة أو المتوسطة أو الكبيرة.

ولكن هذا النوع من الشركات يتطلب منك العمل على تفاصيل كثيرة مثل رخص الاستيراد والتصدير، عمليات الشحن والنقل من وإلى الخارج، بالإضافة إلى الأمور التي تتعلق بالتخليص الجمركي، وعمليات النقل والتخزين وتوزيع البضائع والمنتجات التي يتم استيرادها. وإن خطوات تأسيس شركة للاستيراد والتصدير من الصفر في دولة الإمارات لا تختلف كثيرًا عن إنشاءها في أي من البلدان الأخرى، إذ سيتوجب عليك تنفيذ سلسلة من الإجراءات والخطوات التي سأذكرها:

1- دراسة الجدوى: أياً كان نوع مشروعك الذي تنوي تأسيسه فإنه ولا بد يتطلب منك القيام بدراسة جدوى، مهما كانت طبيعة هذا المشروع أو النشاط الذي تنوي تنفيذه. سوف تساعدك دراسة الجدوى في معرفة ما إذا كان مشروعك مجدياً بالفعل ويستحق العمل عليه أم لا، أي هل سينجح مشروعك على أرض الواقع ويحقق أرباحاً أم لا.

سوف تساعدك دراسة الجدوى على تحديد أهداف المشروع والجوانب الهامة لمشروعك لتقديم مدى جدارته، والتأثيرات المحتملة على النتيجة النهائية، بالإضافة إلى أنها ستساعدك على تحديد مجموعة من الخطط والحلول البديلة في حالات الفشل، وبالتالي فهي أداة حاسمة لمساعدة الفريق على اتخاذ قرار بشأن الحل الأكثر جدوى لتنفيذه.

وإنشاء دراسة جدوى ليس بالأمر الصعب، حيث يمكنك إنشائها بنفسك أو يمكن تنفيذها عند أحد الأشخاص الذين لديهم الخبرة هذا المجال وتتضمن دراسة الجدوى معلومات عن الموقع والسوق والجدوى العملية والاقتصادية والسوقية من المشروع وكذلك معلومات عن التكاليف الثابتة والمتغيرة، وغيرها من التفاصيل.

2- خطة عمل المشروع: خطة عمل المشروع تبين خطوات سير المشروع، وما هي الاستراتيجية التي سيتم اتباعها خلال الفترة القادمة من عمر المشروع، ويجب أن تشتمل كل الأمور الهامة التي تتعلق بالمشروع كالميزانية والأهداف الأولية التي سيعمل عليها المشروع، خطة التسويق والسوق والمنافسين فيه، والموارد المالية والبشرية، المخاطر والعقبات التي يتوقع أن يواجهها المشروع وكيفية معالجتها في حال حدوثها.

3- التسجيل واستخراج الوثائق الرسمية للمشروع: عند الانتهاء من إعداد خطة عمل واضحة، يمكنك بدء العمل بشكل فعلي على إنشاء شركة الاستيراد والتصدير، وذلك وفق خطة العمل التي وضعتها والدراسات التي أجريتها، وأول الخطوات التنفيذية هي تسجيل الشركة والحصول على الموافقات والأوراق الرسمية اللازمة.

هذه المرحلة تتضمن العديد من الإجراءات المتعلقة بالقوانين المعمول بها في الإمارات لتأسيس شركتك فيها، والمتطلبات القانونية والإجراءات لتأسيس شركة في الإمارات قد تختلف اختلافاً بسيطاً بين إمارة وأخرى، ولكنها تتشابه إلى حد كبير في جميع الإمارات. تتضمن هذه الإجراءات الرسمية رخصة المشروع، رخص الاستيراد والتصدير، البيانات المالية، الوثائق الجمركية خصوصاً وأن الشركة تنشط في مجال الاستيراد والتصدير حتمًا وبالتأكيد سيكون لها الكثير من التعاملات مع قطاع الجمارك.

أما إذا كنت تنوي إقامة الشركة ضمن المناطق الحرة في الإمارات حيث لا ينطبق عليها كل القوانين الإماراتية، في هذه الحالة تحتاج إلى إجراءات خاصة بتأسيس الشركات ضمن المناطق الحرة.كذلك أنت بحاجة إلى شريك إماراتي أو إلى وكيل خدمات أو إلى كفيل، هذا يعتمد على حجم شركتك وهيكليتها.

4- موقع الشركة أو مقر العمل: اختيار موقع العمل يعتمد على حجم الشركة التي تنوي تأسيسها أولاً، وعلى حجم فريق العمل ثانياً، بحيث كلما ازداد حجم الشركة وعدد الأفراد العاملين في الشركة يتعين عليك زيادة مساحة المكان الذي ستقيم شركتك فيه.تشير بعض التقديرات أن تكلفة استئجار مكتب في دبي تتراوح بين 2000 إلى 6000 دولار للشهر الواحد. وذلك يختلف بحسب المكان والموقع والمساحة والغرض منه.

5- تأسيس فريق العمل: تحتاج كل شركة أو مشروع إلى أنواع مختلفة من المهارات والكفاءات التي يجب أن تتوفر في فريق العمل لديها.ومن المهم جداً أن تكون على دراية بما تحتاجه شركتك من مهارات وخبرات يجب أن تتوفر في أفراد فريق العمل، ذلك لأنه سوف يؤثر وبشكل كبير على جودة الأعمال في الشركة وبالتأكيد على مستوى نجاحها وتحقيقها للأهداف.

فأنت بحاجة إلى أشخاص لديهم مهارات التحدث بلغات أجنبية لتتمكن من التواصل مع الجهات والشركات الأجنبية مختلفة، فبلا شك  سيكون لشركتك الكثير من التعاملات مع عملاء أجانب. وأنت بحاجة أيضاً إلى أشخاص لديهم الخبرة في إجراء والقيام بالمعاملات الجمركية والقانونية، لأغراض تصدير واستيراد البضائع.


6- التسويق: تعتبر العملية التسويقية جزءاً هاماً من خطة المشروع الذي تعمل عليه، ونجاح مشروعك يتوقف وبشكل كبير على مدى نجاحك في العملية التسويقية، وإن لم تكن جهودك التسويقية بالمستوى المطلوب فإنه سوف يترتب عليها الكثير من الخسائر وعدم تحقيق الأهداف المرجوة من المشروع. وقد يؤدي في الكثير من الأحيان إلى فشل المشروع إن لم يتم التعديل على الخطة التسويقية وتدارك الأمر.

ولذلك يعتبر من الضروري جداً أن تعطي لهذا الجانب الكثير من الاهتمام حتى تتعرف على الجهات التي ستقدم خدماتك لها وكيف تقنعهم باختيار التعامل مع شركتك أنت من بين الشركات الأخرى التي تقدم الخدمات ذاتها، وكيفية التواصل معهم، وما هي الطرق التسويقية المناسبة لجذب الفئات المستهدفة والعملاء المحتملين.

7- ما بعد التسويق: في هذه المرحلة يتم العمل وبشكل فعلي مع العملاء والزبائن، حيث يكون التعامل مع عمليات الاستيراد والتصدير بشكل مباشر. يتعين عليك في هذه المرحلة إلى متابعة العمليات التنفيذية والأنشطة الإجرائية المتعلقة بخدمات الشركة، بالإضافة إلى متابعة سير عمل الشركة والتأكد من تنفيذ الاستراتيجيات والخطط التي وضعت في مراحل التخطيط، بالإضافة إلى حل المشكلات التي تعترض سير خطة العمل، وتلبية طلبات عملاء الشركة، ومراقبة مؤشرات الأداء وإذا ما كانت الشركة تحقق أهدافها أم لا.

كانت هذه خطوات إنشاء شركة للاستيراد والتصدير في الامارات، ولكن إن كنت ترغب حقًا في الدخول في هذا المجال، فمن الضروري أن تقوم بدراسة مشروع إنشاء شركة الاستيراد والتصدير جيدًا لتحديد مدى الجدوى منه، كما يجب أن تعمل على دراسة لكل عملية استيراد أو تصدير قبل أن تبدأ بالعملية، لتتجنب المخاطر وتكن دوماً قريباً من النجاح وتحقيق أهداف مشروعك.