قال تعالى:"و قال ربكم ادعوني أستجب لكم".
وقال أيضا جل جلاله:" ادعوا ربكم تضرعا وخفية ".
فهذه الايات وغيرها الكثير من الايات تأمرنا بالدعاء وتعدنا بأنه سيستجيب جل جلاله، ولن يتجاهل دعاءك وهذه أول فائدة للدعاء انك ما دعوت الله إلا أوتيت سؤلك أو استبدله لك بخير.
قال تعالى:" أمن يجيب المضطر اذا دعاه". فمن الذي يجيب سواه جل جلاله؟ ومن الذي يرفع عنك النقم ويجلب لك النعم ؟ إنه خالقك وخالقها الله جل جلاله فتطلب ممن يستمع إليك في السراء والضراء ولا تشرك به شيئا.
ثم أن هناك ثمرة أخرى للدعاء وهي الايمان، فبالدعاء أنت تؤمن بالله وتتيقن انه لا مجيب غيره وهذه من اركان العقيدة وهي توحيد الالوهية ويعني انك بالدعاء تؤمن ان لا اله معبود ومقصود ومرجو ونتوجه اليه بالطلب الا هو جل جلاله.
ثم أيضا لا معبود إلا إياه وبالتالي من ضمن أصول توحيد الألوهية اظهار لنفسك ظاهرا وباطنا تلك الصفة الايمانية فنعبده وحده لا شريك له ومن تفاصيل العبادة هو الدعاء فقد قال عليه الصلاة والسلام:" الدعاء هو العبادة".
وحتى الصلاة التي هي الصلة بيننا وبين الله فمعناها الدعاء وكل ما فيها من أقوال وأفعال هي دعاء، بل شدد رسول الله عليه الصلاة والسلام على أن يكثر العبد من الدعاء في السجود فقال:" أقرب ما يكون العبدمن ربه وهو ساجد فاكثروا الدعاء".
فالصلاة وهي عمود الدين شرعه كي تربطك بالله وتدعوه وترجوه ليعزز العمل العبودي الايمان لديك وهذا هو سبب وجود الدعاء..الايمان بالله والالتصاق به وترك ما غيره وانه وحده من يرفع عنك الغمة وينزل عليك النعمة وهذا كله بالدعاء والايمان بربك الذي يستجيب.