حب القراءة مرتبط وبشكل كبير بأثرها النفسي والاجتماعي الفكري، فهي وسيلة يمكن من خلالها زيادة الوعي بالذات، وزيادة القدرة على التفاعل الاجتماعي.
- ما يجعل القراءة أمر محبب من الناحية النفسية:
1- الذهاب في رحلة من خلال العقل إلى أمكان مختلفة؛ تتيح القراءة وسيلة لعيش تجارب خيالية في أماكن مختلفة وفي حضارات قديمة جدًا فهي وسيلة للتنقل عبر الزمن، نحن نستطيع من خلال القراءة أن نتعايش وبشكل تخيلي مع الكثير من الحضارات القديمة والتنقل في بلدان مختلفة، وفي بعض الأحيان قد نعيش تجارب مختلفة ومغامرات عدة، تتيح القراءة تجربة عيش مشاعر مختلفة منها الحب والخوف والشغف والفضول، هذه الفائدة سبب في الشعور بالراحة في بعض الأحيان وسبب في الأنقال من واقع حالي لواقع مختلف فيه قدر من الأمان على المستوى النفسي.
2- التقليل من التوتر؛ كثير من القراءات سبب في إيجاد طرق لإدارة الذات والنفس، حيث يمكننا أن نتطلع وبواسطة القراءة على مختلف المجالات النفسية ونعرف مفسنا بطريقة أفضل وكثير من علوم النفس والعلوم الاجتماعية والفلسفية تتيح هذه المعرفة، والتي هي سبب في النمو والوعي الذاتي، وسبب في تطوير نظرتنا لأنفسنا بشكل خاص وللحياة بشكل عام. ومن ناحية أخرى وسيلة لتشتيت الانتباه عن ضغوطات الحياة المختلفة.
3- وسيلة للتعرف على الحقائق؛ في كثير من الأحيان نرغب في أن نعرف حقيقة الأمور حتى نكون قادرين على الشعور بأننا في المكان الطبيعي والزمن الطبيعي, وحتى نتمكن من فهم الواقع، ولولا القراءة لا يمكن أن نكتسب الحقيقة التي هي سبب أساسي في شعورنا بالأمن، فلتتخيل نفسك في هذه الدنيا ولا تمتلك أي نوع من أنواع الحقائق, ستجد نفسك قلق ومتوتر على الدوام وغير قادر على التكيف.
4- زيادة الثقة بالنفس؛ الشخص القارئ والمحب للقراءة يجد فيها نوع من أنواع الثقة بالنفس فهو متحكم في عقله وذاته وقادر على إدارة حياته بطريقة كبيرة يعلم ماذا يريد واين نقاط ضعفه، فكلما زادت القراءة كلما تمكن الشخص من معرفة نفسه بطريقة تعطيه الكثير من الثقة وكان قادر على الحوار في مختلف الأمور بطريقة واثقه لأنه يمتلك المعرفة.
5- وسيلة للتخلص من الشعور بالوحدة وبناء علاقات وإن كانت خيالية؛ في بعض الأحيان قد يكون السبب في حب القراءة ما تتيحه من بناء علاقات مع الشخوص وخاصة في القراءات الأدبية وأتذكر نفسي هنا أنني عند قراءة كتاب قواعد العشق الأربعين، انتقلت مع شمس الدين التبريزي إلى عالم آخر شعر أنه أحد الأصدقاء الذي يتحدث معي, وللحظة من اللحظات شعرت أنني فعلًا أعيش التجرية معه عند قراءة ما كان يقدم من قواعد ونصائح، إلى اليوم أثر شمس التبريزي مترسخ لدي وبشكل لا يوصف.
- ما يجعل القراءة محببة من الناحية الاجتماعية الفكرية:
1- زيادة المخزون المعرفي؛ أهم ما يقوم عليه التفاعل الاجتماعي بن الناس هو المعرفة، وكلما زاد المخزون المعرفي للشخص كان أكثر قدرة على التواصل مع الآخرين وأكثر قدرة على التعامل مع الاختلافات المجتمعية، فالقارئ شخص يمتلك المعرفة في مختلف التخصصات مما يعني أنه قادر على التواصل مع المختص في التاريخ والمختص في التكنولوجيا والفلسفة، وعلم النفس، ومع الأديب، وغير ذلك من المجالات.
2- الحصول على التقدير المجتمعي؛ الشخص المحب للقراءة هو شخص مثقف، وهذا الشخص له تقديره من قبل المجتمع المحيط, والتقدير الاجتماعي حاجة إنسانية كل شخص لا بد أن يحققها بطريقة معينة وهنالك من يرى في القراءة وسيلة للحصول على هذا التقدير، فنجده محب للقراءة ومستمر عليها بشكل كبير.
3- القراءة سبب في تعزيز الوعي المجتمعي؛ تتيح القراءة للقارئ أن ينقل ما لديه من وعي إلى المحيط مما يعني إحداث تغيير إيجابي بطريقة تساعد على النهوض، وهذا الشعور سبب في أن يشعر الشخص بأنه منجز على المستوى النفسي، ومحقق للمنفعة على المستوى الاجتماعي والمجتمعي، ونتيجة هذا الوعي نجد تطور في طرق التعامل بين الناس، هذا الأثر المترتب يجعل من القراءة أمر محبب وبشكل كبير جدًا.