لماذا نحب المدرسة ونسعد برؤية أصدقائنا منها

1 إجابات
profile/تماضر-الفنش-1
تماضر الفنش
ماجستير في تكنولوجيا التعليم (٢٠١٥-٢٠١٧)
.
١٧ مايو ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
تعتلي أدراج الصفوف وساحة المدرسة بالأحاديث الشيّقة بين الطلبة الأصدقاء، وأصوات الضحكات، والألعاب الترفيهيّة، والأنشطة الممتعة الّتي تغرس حبّ المدرسة في نفوس الطلبة، وتجعل من المدرسة مكاناً مفضّلة لديهم للذهاب إليها يوميّاً حتّى يتلقّوا تعليمهم، ويستمتعوا بوقتهم.

يفسّر كارل روجرز "Carl Rogers" عالم النفس الأميريكيّ شوق الأطفال للدراسة في مرحلة الطفولة المبكّرة إلى الطبيعة الفطرية لتحقيق الذات والشعور بالرضا عن النفس الّذي يشكّل دافع داخليّ يحرّك الطفل للذهاب نحو مقاعد الدراسة وتلقّي التعليم. إنّ تلقّي الطفل للدعم والاهتمام من المعلّم يؤدّي إلى نموّ شخصيّته بشكل سليم ومتوازن.

يشكّل الأصدقاء دافع إيجابيّ للذهاب إلى المدرسة والالتقاء بهم، وممارسة النشطات معاً كاللعب والحديث والضحك، كما يشكّل الصديق حافزاً للدراسة.

عمليّة تنظيم الاحتفالات السنويّة داخل المدرسة تشكّل حافزاً جيّداً للطفل في الذهاب للمدرسة ومشاركة هذه الاحتفالات ممّا يعزّز ثقته بنفسه ومنحه فرصة الاستمتاع بوقته، وإظهار مهاراته، وإثبات وجوده.

يعدّ المعلّم نموذج مهمّ للطفل الّذي يمكن أن يعتبره شخص يقتدى به ومهمّ بدرجة أولياء أمره، ممّا يشجّعه على التواجد في المدرسة.

إنّ الأحاديث الّتي تدور بين الطلبة، وبين الطالب والمعلّم من جهة ثانية، تشكّل حافز للذهاب إلى الصفّ والتحدّث وسماع الروايات والأخبار.

تشكّل المنافسة دافع إيجابيّ بين جميع الطلبة تحديداً للتواجد داخل المدرسة وعدم الغياب عنها ممّا يحسّن من أدائه وقدرته على الابتكار.

ينتظر الأطفال فترة الاستراحة "الفرصة" بلهفة؛ وذلك لتناول الطعام برفقة الأصدقاء والالتقاء بمعارفه والتحدّث إليهم، أيضاً ممارسة اللعب.

تعد الأنشطة الفنّيّة والحرفيّة والرياضيّة حافزاً أساسيّاً لتواجد الطلبة في المدرسة، فيعبّر بها الطالب عمّا يحبّه ويمارس هوايته برفقة أصدقائه ويتنافس معهم، ويفرّغ طاقته بها، وينمّي مواهبه، وقد يحقّق جوائز محلّيّة بها على مستوى عدّة مدارس.

لا ننكر أنّ التعليم وتلقّي الدروس تشكّل دافع لذهاب الطلبة الى المدرسة فالطفل يحب الاكتشاف والتعلّم، فكثيراً من أساليب التدريس تضيف المتعة والتشويق على الحصّة الدراسيّة، فكلّما أتقن المعلم تقديم الدروس يزداد اهتمام الطلبة بها ويغرس حبّ التعلّم فيهم.

يمكن لوليّ الأمر أن ينمّي حبّ المدرسة داخل نفس الطفل بإيقاظه للمدرسة بلطف وكأنّه يذهب في رحلة، وتحدّث مع طفلك بطريقة لبقة تبيّن فيها أنّ المدرسة جميلة وهنالك العديد من الأطفال المميّزين يذهبون إليها، وفيها معلّمون لطفاء يقدّمون خدمات تعليميّة بطريقة ممتعة، يشكّلون قدوة له يحبّونه ويحبّهم، وأخبره بتجربتك عن المدرسة وكيف ذهبت لها ونجحت فيها، وحصلت على التميّز، وعند أداء الواجبات المدرسيّة يتمّ تأديتها بشكل ممتع وشيّق على أساس التنافس واللعب بينه وبين أقرانه، ومن المهمّ تعزيز الطفل بجائزة بسيطة عند الانتهاء من واجباته ودروسه مثل تقديم نوع الحلوى الّتي يحبّها.

يجب أن يهتم ولي الأمر بمتابعة زملاء طفلك والتواصل الفعّال بينهم وممارسة اللعب معهم والالتقاء بهم خارج المدرسة والمذاكرة معاً، ومن المهمّ تنظيم وقت الطالب حتّى يستيقظ وهو مستعدّاً للذهاب إلى المدرسة.

اجعل طفلك يقضي بعض الوقت أثناء النهار بعيداً عن ملل الدروس مثل القيام برحلة وزيارة الأقارب، وممارسة بعض الأنشطة كالرسم والتلوين وعزف الموسيقى وممارسة الرياضيّة، ومن الضروري عدم اللجوء للتوبيخ عند عدم قدرة الطفل على فهم دروسه، ولا تبيّن له أنّ المدرسة عقاب ومكان غير مرغوب به ممّا يشكّل لديه مشاعر سلبيّة اتّجاه المدرسة، ولا تربط بين ما يحبّ وبين دروسه، فتحرمه ممّا يحبّ من أجلّ القيام بدروسه.

من المهم محاولة التعاون مع المرشد للتخلّص من المشاكل الّتي تجعل من الطالب يكره المدرسة وتؤثّر في نفسيّته، وتشكّل لديه شعور سلبيّ اتّجاهها؛ ممّا يؤدّي إلى عدم رغبته بالذهاب لها.