لعلاقات الإنسانية فلسفة غريبة يصعب فهمها في كثير من الأحيان ففيها من التعقيد ما يجعلنا نقف حائرين أمامها ولا نستطيع التصرف بعقلانية، فنترك الموقف يسير بنفسه وننظر فقط إلى النتيجة الحاصلة.
ويبدأ الأمر بالتعقيد بشكل أكبر عندما نحب شخص معين نجد أنفسنا نتخيله بعقلنا طوال الوقت أو أننا سنجده في المكان الذي سنذهب إليه، وقد نصل إلى مرحلة أننا نتخيل أحداث وحوار يحدث بيننا وكأنه موجود معنا في هذه اللحظة.
ما يجعلنا نفكر طوال الوقت بالشخص الذي نحبه:
السبب الأول: هرمون الاكستوسين ،هذا الهرمون مسؤول عن توطيد العلاقات بين الأشخاص فعندما نبدأ بأي علاقة جديدة سواء حب أو صداقة يبدأ إفراز هذا الهرمون بكميات كبيرة فعندما نرتبط بشخص نجد المتعة بوجوده بسبب إفراز الهرمونات فنجد أنفسنا كلما شعرنا بضيق نفكر به حتى يبدأ الجسم بإفراز الاكستوسين.
السبب الثاني: هرمون السيرتونين، هذا الهرمون من هرمونات السعادة وهو أحد النواقل العصبية المسؤولة عن زيادة التعلق بالأشخاص أو الأشياء، فهذا الهرمون يعتبر هرمون إدمان فعندما نحب شخص نجد أنفسنا بأننا أدمنا على وجوده ويحدث بان نتخيله أينما ذهبنا
السبب الثالث: الخوف من الفقد، أحيانا عندما نجد شخص نحبه نصبح كثيري التفكير بأن لا نريد فقده وأننا على أتم الاستعداد بأن نقوم بكل شيء من أجل الطرف المقابل حتى أحافظ عليه.
السبب الرابع: التعلق إدمان، للأسف جميعنا نقع ضحية لفكرة أن الحب هو أن تفكر بالحبيب طوال الوقت وهذا ليس من الصحة بمكان فالحب أن أكن مشاعر جميلة للطرف الآخر مع المحافظة على حياتي وأمارس الحياة بشكل طبيعي ، ولكن ما يحدث مع الأغلبية هو إدمان وجود هذا الشخص في حياتنا لنراه ونتخيله أينما ذهبنا.
الحب من أجمل المشاعر الإنسانية ولكن يصبح هناك خلل في هذه المشاعر عندما ينسى الإنسان نفسه وحياته ويصبح حبيس لهذه المشاعر ، ليعيش أغلب لحظات حياته في خوف من فقد الشخص وتراقب بأنه هل يحبني كما أحبه أم أنني قد أتعرض للخيانة