قد يكون التفكير في أي نوع من تعلم القيادة نبدأ، اليدوي أم الأوتوماتيكي محيرًا بالنسبة للبعض. لأسرد عليكم قصتي الطريفة مع القيادة. أنا شخص يعتبرني من حولي صاحية شخصية قوية، وذات عزيمة جبارة، إلا أن سرّي الصغير ونقطة ضعفي كان تعلم القيادة!. حقًا كانت هذه مشكلتي لسنواتٍ عدة، ولم أتغلب عليها إلا عند بلوغي الثامنة والثلاثين عامًا. وبالرغم من عرض والدي أن أستغل العطلة الصيفية في تعلم القيادة- وقتها منت في التاسعة عشرة من عمري وكانت القيادة على النظام اليدوي- إلا أنني أَبَيْت. وكنت أرفض أي محاولة منهم في التعلم، وأعتقد أن هذا يعود لما كنت أراه في الشوارع من حوادث مريعة يشيب لها الولدان، كما أن تجاربي مع باصات الجامعة لم تكن تجارب سريعة. لم يكن خوفي ناجمًا عن القيادة نفسها، بل من تصرفات المارة والسائقين ممن حولي، فثقتي بنفسي لا تتزعزع، لكن ثقتي بالآخرين كانت تحت الصفر.
والآن قد تفكر: لماذا قامت هذه السيدة بتعلم القيادة في عمر متأخر؟ ولماذا لا قررت أن تتحدى معتقداتها وأن تغامر في موضوع يصعب المغامرة به؟. سأقول لك. في عامي الثامن والثلاثين تم مقابلتي في مدرسة كبرى، والتحاقي بها كمعلمة. المشكلة هنا، أن مكان إقامتي يبعد عن المدرسة قرابى الربع ساعة في السيارة، كما أن وسائل النقل لمنطقة مدرستي تقتصر على سيارات الأجرة غالية التسعيرة. ولربما خطر ببالك سؤال: وأين زوجها؟. وسأجيبك أنه يمتلك سيارة، لكن علي أن أكون في المدرسة حوالي الساعة السابعة، بينما يبدأ دوامه على الساعة التاسعة. كما أن أبنائي كانوا نوعًا ما صغارًا، ويحتاجون من يراقب حضور باصاتهم لاصطحابهم للمدرسة، والتأكد من ذلك. ولذلك كان من الأسلم أن يبقى أحدنا حتى موعد خروجهم. ولن أتناول تفاصيل عدم تسجيلهم معي في المدرسة، وسأختصر القول أن هذا القرار كان بإرادتهم الحرة.
قررت حين تعلم القيادة أن أتعلمها بشكل أوتوماتيكي، فالسيارات الحديثة معظمها يبنى على هذا النظام، وهو الأسهل للتعلم من حيث:
1. سهولة استخدامها وانتقال الجير بين نواقل السرعة، وبذلك يكون تبديل السرعة أسهل من الجير اليدوي.
2. سهولة تعلم قيادة السيارة بالنظام الأوتوماتيك عن المانيوال.
3. سهولة حفظ الحركات التي يجب القيام بها عند صعود المرتفعات، والنزول عنها، حيث تحتاج لتحريك الجير حركات بسيطة عكس المانيوال.
ومع ذلك رسبت في امتحان القيادة على النظام الأتوماتيكي في المرة الأولى بسبب المدرب وعصبيته أثناء تدريبي، وخاصة تزامن التدريب مع شهر رمضان، فكان عند الخطأ أو السهو يصرخ في بصوت عالٍ. كما أن نظرته سيئة جدًا نحو قيادة السيدات وتعليمهن حتى الدراسة، حيث فقد شعوره في أحد المرات على سيدة كانت تقود مركبتها أمامنا، ثم أفرغ ما في جعبته حول النساء وتعليمهن وقيادتهن، فالتزمت الصمت، حيث لن تتمكن من إقناع شخص يؤكد لزوم تعليم المرأة حتى تقرأ، ثم يتم إخراجها لتعلم أمور المنزل لتتزوج بعدها.
لن أطيل الحديث عن هذا الشخص الذي سبب لي عقدة نفسية من القيادة نفسها. ثم قررت العودة مرة أخرى للتدريب، وفقط استغرقت 10 دروس فقط لأتقن القيادة مع طيب الذكر أبو عبد الله، الذي كان شخص قمة في الذوق والأدب والأخلاق. روحه الصابرة، وكلامه، وتهليله وتسبيحه وتحميده قبل وأثناء القيادة كانت جزء من السلام الداخلي الذي انتقل إليّ من قِبله. حُسن تعامله معي، واستجابته لأسئلتي وإصراره على تعليمي الاصطفاف الدقيق، وتنفيسه عن خوفي خاصة بعد مشاهدتي حادثًا أمامي مباشرة وأنا أتعلم لمركبة مع شاحنة صغيرة، حيث كان يفصلنا عن الوقوع فيه ثوانٍ قليلة. حيث قال لي لا تخافي، وهذا درس حي تتعلمين منه أن تراقبي من حولك، قبل الإقدام على الخروج من شارع فرعي لرئيسي. وبعد العودة تأملت بما قاله، وكنت مصرة على النجاح، وهكذا كان. وقد أثنى الضابط على دقة اصطفافي؛ وهو ما كان سبب رسوبي في المرة الأولى.
لكن، إن أردت المنطق، تعلمك للقيادة اليدوية أو المانيوال هي الأولى للعديد من الأسباب المتصلة بأفضلية السيارة ذات الجير اليدوي على الأوتوماتيك، ومنها:
1. الاستهلاك الأفضل للوقود وبالأخص عند القيادة لمسافات الطويلة.
2. محركها أصغر حجم لكن بقوة دفع أكبر.
3. أكثر سرعة على الطرقات، والانعطافات، والتحكم.
4. سهلة الصيانة وقليلة الأعطال وخاصة علبة التروس.
5. ثمنها أقل من السيارة الأوتوماتيك.
6. إذا كنت تخطط للسفر أو الانتقال إلى الخارج في المستقبل وترغب في القيادة بنفسك، فستجد أنه من المفيد اتخاذ الخطوات للتعلم في سيارة مزودة بناقل حركة يدوي الآن حتى تكون جاهزًا عندما يحين الوقت للحصول على أو تحويل رخصتك الدولية، حيث لا يمكن التكهن بنوع الرخصة في الدول المختلفة.
بينما في السيارة الأوتوماتيكية ستوفر المزيد من الراحة وستقوم بالكثير من العمل الشاق من أجلك - لا وجد تغييرات في التروس أو نواقل السرعة، وعدم وجود دواسة القابض المزعجة وعدم الخوف من المماطلة هي من الميزات التي حقًا اعتمدتها حين اختياري لنوع القيادة التي أود تعلمها. من المؤكد أنها لا تحتاج إلى تفكير؟ فقد تعلمت القيادة دون الحاجة إلى تعلم التحكم في القابض وتغيير التروس، وسهولة التغلب على المواقف المفاجئة.
لذلك قرارك سيعتمد على إجابتك عن هذه الأسئلة:
ما نوع السيارة (السيارات) المتوفرة لديك في المنزل؟
لنبدأ مع الخيارات المتاحة أمامك للتعلم في المنزل. بغض النظر عما إذا كنت تفضل تعلم القيادة يدويًا أو آليًا، ما نوع السيارات المتاحة لديك بالفعل للتعلم من خارج دروس القيادة المنظمة الخاصة بك؟ إذا كنت ستتعلم القيادة يدويًا أو آليًا في المنزل، فقد تجد أنه من الأسهل بكثير العثور على مدرب قيادة يمكنه مساعدتك في التعلم بما هو متاح لديك، وستكون قادرًا على الحفاظ على الاتساق بين دروس القيادة المنظمة الخاصة بك وجلسات التدريب الخاصة بك مع أحد الوالدين.
هل ستسافر للخارج؟
إذا كنت تخطط للسفر أو الانتقال إلى الخارج في المستقبل وترغب في القيادة بنفسك، فستجد أنه من المفيد اتخاذ الخطوات للتعلم في سيارة مزودة بناقل حركة يدوي الآن حتى تكون جاهزًا عندما يحين الوقت للحصول على أو تحويل رخصتك الدولية. كما يمكن أن خياراتك لتأجير السيارات ستميل نحو ناقل حركة يدوي في جول معينة.
هل تستمتع بالتحدي أم تميل نحو سهولة الاستخدام؟
إذا كنت تستمتع ببعض التحدي الإضافي وتحب القيام بمهام متعددة، فقد ترغب في تعلم القيادة في سيارة يدوية. حيث يمكن الشعور بالثقة، لأنك ستكون أكثر انتباهاً في جميع الأوقات. من ناحية أخرى، يشعر البعض أن تغيير التروس أو نواقل الحركة يدويًا هو إلهاء وأنهم قادرون على التركيز أكثر على الطريق ولديهم تجربة أفضل في الوضع الأوتوماتيكي.
هل هناك نوع معين من السيارات تريد قيادتها في المستقبل؟
تم تصميم بعض السيارات وإنتاجها بطريقة محددة. قد تجد سيارات موجودة فقط بناقل حركة يدوي أو أوتوماتيكي، وقد ينتهي بك الأمر إلى أن تصبح مكلفة للغاية إذا كنت ترغب في تعديلها. فكر في سيارة أحلامك والمستقبل. إذا كانت لديك خطط طويلة الأجل لقيادة سيارة معروفة بإنتاجها باستخدام ناقل حركة يدوي، فأنت تريد أن تتعلم قيادة ناقل حركة يدوي. أما إذا كنت ترغب فقط في شراء "كل ما هو قليل التكلفة وينقلنك بأمان من أ إلى ب، فقد يكون من المفيد النظر في اتخاذ خطوات لمعرفة كيفية القيادة الأوتوماتيكية. غالبًا ما تكون السيارات المزودة بناقل حركة يدوي أرخص بشكل طفيف للشراء المباشر من نظيراتها الأوتوماتيكية ، وقد تكون صيانتها أرخص أيضًا. على الرغم من ذلك، فإن التحسينات التي تم إدخالها على تصميمات السيارات الحديثة تتفوق على الاختلافات في هذه المجالات.
هل لديك تفضيل قوي لتعلم القيادة يدويًا أو آليًا؟
إذا كنت قد وصلت إلى هذا الحد وكنت تفكر "ليس لدي سيارة أو وظيفة معينة تحتاجها، ولكن هل من الأفضل القيادة آليًا أو يدويًا إذا كنت أرغب فقط في الاستمتاع بالقيادة من أجل ذلك؟ "، فإنك تفكر في القيادة من أجل المتعة. إذا كنت تتخيل نفسك جالسًا في سيارتك وتقود في حركة المرور، مسترخيًا وتستمتع فقط بشعور القيادة، كيف تتخيل نفسك تفعل ذلك؟ في عقلك هل تفكر أيضًا في تغيير التروس والدفع لشعور سيارتك؟ أم أن انتباهك على الطريق فقط؟ إذا كانت أفكارك على الطريق فقط، فقد تفضل القيادة الأوتوماتيكية، وإذا وجدت نفسك تفكر في التحكم الدقيق في السيارة، فقد تفضل دروس القيادة اليدوية أو المانيوال.
المصادر: