لأننا عندما نقدم الاحترام للآخرين نقدمه لأنه نابع من احترامنا لأنفسنا في المقام الأول، فنحن لا نسير في الشارع على سبيل المثال ونبدأ بالنظر إلى الناس ونقول: هذا الشخص يستحق الاحترام إذاً سأكون محترماً معه، لكن هذا الشخص لا يستحق الاحترام لذلك سأقلل من احترامي معه، بالطبع لا! وربما تكون قد ضحكت بينك وبين ذاتك وأنتً تقرأ هذا المثال وقلت في نفسك أن المحترم محترم دائماً، أحسنت هذا هو مربط الفرس وما أردتك أن تتوصل إليه بنفسك.
الاحترام ليس حالة مزاجية تتغير بتغير الظروف والزمان والمكان وحتى الشخصيات، بل هو سمة من سمات الشخص والتي تعرّف عنه للآخرين، لذلك عندما تمنح الاحترام لمن ترى بنظرك أنه لا يستحقه أنت تكون بهذا منحت نفسك الاحترام، ورفعت من قدرها، فالاحترام الصادر منا يعبر عنا وليس عن قيمة الآخرين، فعندما ترى شخص يقدم الاحترام للآخرين ستصفه هو بالاحترام بغض النظر عن الآخرين إن كانوا يستحقونه أم لا وهذا دليل على أن الاحترام صفة تنعكس عن صاحبها.
الأمر الآخر وتخيل معي الموقف التالي الذي أكاد أجزم أن الجميع مر به أو شهده في حياته، عندما يُقْدم شخص على إهانتك رد فعلك الأول يكون أن تقول له : "احترم نفسك!" ولا تقول له احترمني، لأن المتعارف عليه أن ما يصدر من الشخص يمثله هو ولا يمثل غيره، كما أن تقليل الآخرين لقيمة من حولهم لا يؤثر عليهم، فالشخص ذو المكانة العالية لن يقلل شيء من مكانته واحترامه في حال أنه تعرض للإهانة، بل الانتقاد سيتم توجيهه لمن صدر منه الإهانة، وهذا دليلٌ آخر يخبرك بسبب ومنطقية تقديم الاحترام للآخرين.
القاعدة التي سأختم بها هي أن تعامل الناس كما تحب أن يعاملوك، حتى تعود في نهاية اليوم إلى بيتك وتنام على سريرك وتضع رأسك على وسادتك وأنت مرتاح البال ومطمئن أنك لم تظلم أحداً بتصرفاتك أو تؤذيهم بكلامك وغيرها من الأفكار المشابهة وهذا أثمن ما قد تحصل عليه.