عزيزي السائل، كما تعلم أن لكل دولة في العالم لها نظام تدريس خاص بها يشمل المناهج والبرامج التدريسية المتبعة فيها وعدد السنوات التي تتضمنها عملية التعليم كاملة، مثلاً قد يختلف السن الذي يبدأ فيه الطفل الإلتحاق إلى المدرسة أو الروضة حتى في الأردن على سبيل المثال كان السن المعتمد على عمر ٥ سنوات، والآن أصبح التوجه إلى البدء من عمر أصغر فيدخل الطفل رياض الأطفال في المرحلة التمهيدية التي تمتد إلى سنتين وتعرف ب KG1 و KG2، ثم يدخل مرحلة جديدة وهي المرحلة الإبتدائية من الصف الأول إلى الصف السادس، ومن ثم المرحلة الإعدادية التي تمتد من الصف السابع إلى الصف العاشر وفي المرحلة الأخيرة وهي المرحلة الثانوية وتمتد لسنتين حيث ينهي الطالب المراحل الدراسية في آخر سنة له لذا تعتبر السنة الأخيرة هي السنة المصيرية والحاسمة التي تؤهله للإنتقال إلى الدراسة الجامعية في التخصص الذي أراده خلال كل هذه السنوات السابقة في التعليم، أو قد يختار البعض الإلتحاق بسوق العمل مباشرة في إحدى المهن أو الحرف.
فيكون الطالب بعد ذلك قد أنهى العام الثامن عشر من عمره بمعنى آخر استمر لمدة ١٤ سنة وهو يتعلم ويكتسب من المهارات و الأساسيات التي تؤهله للإنخراط في حياته العملية والعلمية ليصبح قادراً على تحديد ميوله الأكاديمي بدقة كبيرة.
من وجهة نظري أن لكل مرحلة من المراحل التعليمية السابقة لها برامجها فالطفل عندما يدخل في المراحل الأولى يتعلم كيف يمسك القلم قبل كل شيء، والأهم في هذه المرحلة بالنسبة لي أكثر من تعليم الطفل على الكتابة والقراءة هو تكوين شخصية الطفل فيبدأ يكوّن صداقات ويتعرف على أقرانه من نفس العمر ويتفاعل مع من حوله ويبني مهاراته في الإنصات والتحدث والمشاركة الفعالة في إطار الصف والمدرسة بشكل عام منذ نعومة أظفاره، ومن ثم يتهيأ للمرحلة المقبلة وهي الأصعب من سابقتها.
ففي كل سنة من هذه المراحل يتعلم الطفل قواعد جديدة في الرياضيات واللغة العربية والعلوم وغيرها من المواد التعليمية؛ لأن عقل الطفل أو الطالب يتطور تدريجياً بحيث يتناسب مع معطيات كل مرحلة من المراحل التدريسية مثلاً موضوع الخاصية الإسموزية في العلوم لا يستطيع الطالب في المرحلة الإبتدائية أن يفهمها بشكل صحيح تماماً لذلك توجد هذه المعلومات في المرحلة الإعدادية أو الثانوية بشرح مفصل ودقيق أكثر مناسب لعمر الطالب.
فعندما يكون نظام التدريس فعال وبكفاءة عالية فإنه سيزيد من البنية المعرفية للطالب ويواكب نموه المعرفي سنة بعد سنة خلال كل مرحلة يمر فيها من التدريس والتعلم، وهذا يستطيع الطالب نفسه ملاحظته من خلال النتائج إلى يحصل عليها في أثناء ونهاية كل سنة، وهذا سوف يساعده على تحقيق درجات عالية بصورة عامة واكتساب كمية وفيرة من المعلومات التي ستخزن في عقله وقد يستخدمها في مراحل لاحقة من عملية التعليم.
بالإضافة إلى اكتساب وتنمية مهارات مهمة لها علاقة مباشرة بالشخصية العملية التي تتكون عند الطالب وهذه المهارات تتشكل تدريجياً وليست مرة واحدة،
من أهمها مهارة الإستكشاف وتنمية روح الإستفسار والتساؤل لدى الطالب وذلك عندما يتوصل بنفسه إلى حل الإجابات وإيجاد البدائل للمشاكل العلمية من خلال عرض الأسئلة على زملائه في الصف أو معلميه وممارسة عمليات البحث العلمي خاصة في الصفوف العليا.
وممارسة التفكير العلمي الذي يكتسبه في كل مرحلة من خلال اكتشاف ما يتعلمه بإستمرار مما يؤدي إلى تنمية مهارات التفكير العليا بالإضافة إلى مهاراته الأساسية من المشاركة الفعالة و الإنتباه الجيد التي سوف يتقنها شيئاً فشيئاً.
104 مشاهدة
