ماهية التغير الثقافي وخصائصه؟

1 إجابات
profile/عائشة-وشاح
عائشة وشاح
الأعمال
.
١٩ ديسمبر ٢٠٢١
قبل ٣ سنوات
هناك الكثير من التعريفات للتغير الثقافي، والدراسات التي تبين خصائصه وتحاول فهمه، وعمومًا فإنه يُمكن تعريف التغير الثقافي بأنه ذلك التغير الذي يحدث في جانب أو أكثر من الجوانب الثقافية بسبب تحولات داخل المجتمع أو خارجه، أو كلاهما معًا.

وللتغير الثقافي عدة خصائص، أههمها ما يأتي:
  •  أن يحمل التغير طابع الاستمرارية والديمومة، فلا يكون هذا التغير طارئًا أو مؤقتًا.
  •  أن يكون هذا التغير منتشرًا بشكل واسع، فلا يقتصر على فئة أو طبقة أو جماعة، بل يتفق عليه أو يمارسه أغلبية أفراد المجتمع وفئاته.
  •  أن يكون التغير تراكميًا، فمن المعلوم أنه يصعب حصول أي تغيير بأي جانب من جوانب المجتمع بشكل مفاجئ، لا سيما أن الأفكار والعادات والتقاليد تكون راسخة ومتناقلة في الموروث الثقافي، وعليه فإنه غالبًا ما يحدث التغير تدريجيًا.

وقد يكون ذلك التغير إيجابيًا أو سلبيًا، كما يُمكن أن يكون الحكم بالإيجاب أو السلب على ذلك التغير متأثرًا أيضًا بثقافة الشخص أو المجتمع الذي يُطلق هذا الحكم. 

فعلى التغير الثقافي أن يكون له سمة سائدة ومنتشرة كي يسمى تغيرًا؛ وإلا كان من قبيل الممارسات الفردية غير السائدة، فالتغير هو سائد كان فيما سبق نادرًا أو قليلًا أو حتى مستنكرًا في المجتمع ذاته. 


هذا ويتأثر التغير الثقافي بعوامل عدة، كالعوامل الإقتصادية والإجتماعية والسياسية وهناك الكثير من الأمثلة على التغيرات الثقافية في مختلف المجتمعات سواءً المتقدمة منها أو الأقل تقدمًا.

 فعلى سبيل المثال كان عمل المرأة في بعض المجتمعات أمرًا مستنكرًا فقد كانت المرأة تعمل داخل البيت فقط، وتغير ذلك فيما بعد ليصبح مقبولًا وذلك لشيوع الأنماط الاقتصادية الرأسمالية وتركز السكان في المدن التي تعتمد على ذلك النظام الاقتصادي، الأمر الذي يتطلب من الأسر المزيد من الدخل.

كما أن تغير نمط عمل المرأة في بعض المجتمعات له عوامل عدة، فانتقال المرأة من العمل في القطاع الزراعي، ثم الصناعي، ثم إلى العمل في المجالات المدنية المختلفة كالشركات والتعليم، له علاقة بعوامل عدة، مثل توفير عدد أكبر من مدارس الإناث، وزيادة الإقبال على تدريسهن.

إن اختفاء بعض العادات والتقاليد في مجتمعات معينة أيضًا هو مثال على التغير الثقافي، فتغير أنماط المناسبات كبيوت العزاء واحتفالات الزواج مرتبط بعوامل مختلفة، مثل تغير دخل الأسرة ومعدل الدخل الفردي، وانتقال المجتمع من النمط العشائري أو القبلي إلى المدني، بالإضافة إلى التأثر بنمط احتفالات الزواج الغربي.