الحج هو أحد أركان الإسلام لمن استطاع إليه سبيلًا، وهو قصد التوجه إلى بيت الله الحرام في أيام معينة للقيام بأعمال محددة مرضاة لله تعالى.
ولا يخفى عليكم أن أشهر الحج هي شوال وذي القعدة والعشر الأوائل من ذي الحجة، والحجّ تبعًا لنية الإحرام ثلاثة أنواع:
- التمتّع (ينوي عمرةً وحجًا).
- الإفراد (ينوي الحجّ فيه فقط).
- القِران (ينوي أداء الحج والعمرة معًا).
وفي حجّ التمتّع ينوي فيه الحاجّ عند الإحرام العمرة، ثم يتحلل من العمرة ويُحرِم مجددًا للحجّ في الثامن من ذي الحجة.
وهذا كان أحد الأسباب التي سُمي لأجلها حج التمتّع بهذا الاسم؛ حيث يمكن للحاجّ خلال فترة التحلّل من الإحرام بعد العمرة حتّى يحين موعد إحرامه للحجّ مجددًا أن يتمتّع بما كان محّرم عليه في الإحرام من تطيّبٍ وقصٍّ ولبس ملابس مخيطة وتغطية للرأس وتقليم الأظافر والاقتراب من زوجته وصيد البر وقطع شجر الحرم..
أما السبب الثاني الذي ذكره العلماء فهو متعلق بالميقات المكاني؛ حيث أنه كما لا يخفى عليك أن الحاج يجب أن يُحرم من ميقات بلده فإن كان مثلًا من أهل المشرق أحرم من ذات عرق، وإن كان من أهل نجد أحرم من قرن المنازل، وإن كان من أهل الشام أحرم من رابغ وهكذا تبعًا لمنطقته، إذًا فالأصل أن يحرم الحاجّ من ميقاته للعمرة، ثم يرجع إليه ليُحرم بالحجّ.
إلا أن الحاجّ المتمتّع يُحرم بهما مرّةً واحدة، إذًا فهو يتمتّع بإسقاط أحد السفرين عنه، وجعل الله تعالى الدمّ جابرًا لما فاته، فيجب عليه ذبح هدي من إبلٍ أو بقرٍ أو غنم تقربًا إلى الله تعالى وجبرًا لما نَقُص، ومن لم يستطع أن يذبح فله أن يصوم عِوَضُا عن ذلك ثلاثة أيام في الحج، وسبعة أيام إذا رَجَع.