مساكين الحرم الذي يجوز إطعامهم من فدية الأذي هم الموجودين في الحرم ممن ينطبق عليهم وصف المسكنة وهو ألا يجد شيئا أو لا يجد ما يكفيه هو ومن يعولهم وينفق عليهم ، سواء كان هذا المسكين مقيما داخل الحرم أصلا او قدم إليه لحاجة معينة .
وتفصيل ذلك :
فدية الأذى إما أن تكون ذبح شاة أو إطعام ستة مساكين أو صيام ثلاثة أيام على التخيير بينها :
فإذا اخترت ذبح شاة فيجب أن يتم ذبحها وتوزيعها على المساكين أو الفقراء الموجودين داخل حدود الحرم المكي سواء كانوا مقيمين في الحرم المكي او قادمين إليه ولا يشترط أن يكونوا من سكان الحرم المكي ، بل لو كانوا معتمرين أو حجاج ينطبق عليهم وصف المسكنة أو الفقر جاز أكلهم من فدية الأذى ، المهم أن يكون التوزيع لهذه الفدية داخل حدود الحرم المكي المعروفة والمحددة الآن بعلامات ظاهرة .
جاء في فتوى اللجنة الدائمة للإفتاء :
(الفدية التي تذبح عن فعل محظور أو ترك واجب توزع على مساكين الحرم ، والمراد بهم الفقراء الموجودون داخل الأميال، سواءً كانوا في مكة أو خارجها، وسواء كانوا مقيمين في مكة أو قادمين إليها، ولا يأكل منها من وجبت عليه شيئًا؛ لأنها كفارة. أما فدية التمتع والقران، أو فدية التطوع فلا بأس أن يأكل منها؛ لقوله تعالى: ﴿ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ ﴾ [ الحج : 36 ] . )
وإذا اخترت إطعام ستة مساكين ، فقد اختلف العلماء في اشتراط كونهم داخل الحرم أو جواز إطعام المساكين خارج حدود الحرم المكي ، والأحوط أن تطعم المساكين الموجودين داخل الحدود الحرم خروجا من الخلاف واحتياطا للعبادة .
فالحنفية والمالكية أجازوا إطعام المساكين خارج حدود الحرم ، أما الشافعية والحنابلة فاشترطوا إطعام مساكين الحرم فقط وهو الأحوط كما قلنا .
ومساكين الحرم المقصودين في هذه الحال هو ذات ما ذكرناه أعلاه من انهم الموجودين في الحرم سواء كانوا من سكناه او قدموا إليه لحاجة .
اما الصيام فيجوز في أي مكان بالاتفاق بين العلماء .
والله أعلم
16 مشاهدة
