"إنك متى رسمت لوحة أو كتبت قصيدة فقد غيرت العالم لم تغيره تماماً لكنك غيرته، لقد صار أجمل بمقدار لوحة وصار مُستحقاً أن نقاتل من أجله أكثر ولو بمقدار لوحة وهذا معنىً آخر لقولي أرضٌ أُعيدت ولو لثانية جمالٌ أعيد ولو بقدر لوحة أو بيت شعر أو وقفة عزٍ لأعزل أمام دبابة تَخافهُ ولا يخافُها."
تميم البرغوثي
بتلك الكلمات يمكنني أن ألخص لك نظرتي عن مفهوم تغيير العالم، فكلمة تغير العالم ليست بالضرورة أن تشمل شيئاً عظيماً بحجمه، بل يمكن أن تكمن عظمة الشيء في رسالته، و فكرته التي تجعل من الكون يسير نحو الأفضل.
بداية التغيير برأيي تبدأ من داخل الفرد، كلما ارتقى الإنسان بنفسه و عمل على تغيير سلوكياته السلبية و تحويلها إلى أداة تفيد العالم، وتجعل منه بيئة أفضل كلما بدأ التغير ينتشر رويدا رويدا في العالم.
ولعل الفن و ما يختبئ وراءه من رسائل، هو خير سبيل ليستعمله الفرد لتغيير العالم، و تجسيد الجمال فيه، فكل لوحة رسمت، و كل قصيدة القيت، وكل نغمة عزفت تركت ورائها بصمة لم يمحها الزمن عبر العصور، و جسدتها أرواح عاشت في الدنيا، و عبرت من خلال طريقها نحو عالم الخيال لتستطيع أن تترك اثراً يشعل قنديل الإبداع في أنفس العالم جيلاً بعد جيل.
إن الإبداع و النية في التغيير هي الأضواء التي تنير مسار الحياة و تسمح للفرد بإبتكار التفاصيل التي تجعل من عالمه أجمل، و تمنحه التغيير، فإذا اتبع الفرد أهدافه، و اتخذ من التدرج في تحقيق نواياه سبيلاً، سوف يلمس التغير في حياته، فكل شيء في الدنيا يأتي بعد الصبر، القمر يكتمل بعد مراحل مرتبة كسمفونية كل ليلة خلال الشهر، والليل يأتي بعد الشروق و المغيب، وكل شيء في الدنيا له أطواره التي تغير حاله من حال الى حال و تجعله اكثر وعياً و نضوجاً.
من وجهة نظري إذا أردت تغيير العالم ابدأ بنفسك حاول أن تجد حلولاً إلى الغاز روحك، انظر للحياة ببساطة، و اجعل كل يوم بداية جديدة لرحلة الكون التي سوف تغمرك بدروسها، صدقني كلما تعلمت أكثر من مدرسة الحياة كلما استطعت ان تصل الى شغفك في أعماق روحك، الذي من خلاله يسطع نور الإبداع في خيالك، و يمكنك من تجسيد تفاصيل الابتكار في حياتك.