ما هو رأيك في الأشخاص الذين لا يحترمون الفن؟

الإحترام هو فن بحد ذاته، ولا يمكن لأمة ان تزدهر بدون قيم الإحترام بكافة اشكاله و مبادئ تحكمها، و احترام الفن يعتبر من اهم المعايير التي تتحكم برقي الأمم وازدهارها، فلا تخلو طرقات اي مدينة في العالم من الفنون و المتاحف و المجالس الشعرية و الأنغام الموسيقية، ان دل ذلك على شيء فهو يدل على ارتباط الفن بتفاصيل حياتنا ووجوده في كل مكان حولنا سواء كان ينتمي الى الطبيعة او انه من صنع مخيلة إنسان مبتكر.
برأيي ان الاشخاص الذين لا يكنون احتراماً للفن يجهلون عظمة عالمه، لم تخطو اقدامهم سوى على ضفافه، لذلك يجب علينا نشر الثقافة الفنية الحقيقية ونقلها بصورتها المشرقة للعالم. 
 ولعل من ابرز الامثلة على احترام الفنون تتجسد في  اهتمام الشعوب القديمة بالفن، بحيث كانت تصور الفنون كأساطير يقتبس منها الفنانون اعمالهم الفنية و يمجدون الإبداع و الابتكار، و كانت الحضارة تبنى على أسس فنيه مثل الحضارة الفرعونية التي كان افرادها يمجدون الفن في كل تفاصيل حياتهم، و يشكلون منه اعظم التماثيل، و البنيان العظيم الذي تصوره لنا الآن الاهرامات، التي اعتبرها العالم اسطورة و احد عجائب الدنيا،و لعلنا لا ننسى أثر الحضارات الآخرى مثل الحضارة اليونانية واعمدتها الشاهقة و مدرجاتها وغيرها من الحضارات التي تركت بصمة واضحة في التاريخ. 

الاحترام من اهم الصفات التي يجب ان يتحلى بها الأفراد سواء كان على مستوى الفنون او على مستوى الطبيعة، لذلك يجب على المجتمع العمل على نقل الصورة الحقيقة للفن، و نشره بين افراده، وحثهم على اكتشاف مواهبهم و تأمل التفاصيل الفنية وعدم حصر افكارهم نحو توجه فني واحد، و الحكم على الفنون من خلال تجربة او صورة  لا تنتمي للفنون و لا تمثلها. 

لا أثق بهم، الاهتمام بالفنون التشكيليّة والموسيقيّة والجسديّة وكل أشكال الفنون هو دليل الإدراك عند النّاس، سواء كان هناك رسائل من الفن أم لم يكن فهذا لا يهم، الفنون انعكاسات حياتيّة قويّة والحياة في كثير من الأحيان تكون غير مبرّرة وعبثيّة، من لا يؤمن بالفن ولا يقدّره ولا يحترمه هو إنسان سطحي غالبًا ومُمل ونظرته للحياة قاصرة. 
هذه نظرتي وليست حقيقةً مطلقة.