القدرة على إحداث التغيير والتحرر من بعض الأمور التي لا تتفق مع المعتقد الشخصي تتطلب وجود مهارات عدة أهمها: القدرة على تكوين توجه فكري. الاستقلالية والتخلص من التبعية، حل المشكلات، تحمل المسؤولية، الإصرار والمثابرة، البحث عن مصادر الدعم المناسبة، زيادة المخزون المعرفي، امتلاك مهارة الحوار، والقدرة على الثبات.
تكوين توجه فكري: احداث التغيير والتحرر بطريقة عبثية أمر غير ممكن وغير مقبول ولا يأتي بأي نتائج مرجوة وعليه لا بد من إيجاد توجه فكري معين قائم على عدة مبادئ ومرتكزات ومعتقدات جديدة تتسق مع الميول والتوجهات في التغيير ونمط التحرر المرغوب، وهنا يمكن أن نجد الكثير من الأشخاص كانوا قادرين على إحداث التغير والتحرر من بعض المعتقدات القديمة المتحجرة من مثل عمل المرأة مثلا، فهنا كان لأول امرأة عملت على إيجاد توجه مختلف عن الآخرين وكانت قادرة على نقلة ومشاكرته من خلال التفاعلات الاجتماعية بطريقة تركت أثر وأحدث التغير بالإضافة إلى وجود العوامل الأخرى طبعًا.
الاستقلالية والتخلص من التبعية: القدرة على إيجاد الاستقلالية على كافة المستويات الاجتماعية والاقتصادية والعاطفية سبب في أن تكون التوجه المستقل فكريًا وبالتالي إحداث التغيير حيث أن أي وجود لأي نوع من أنواع التبعية يعني التقييد وعدم القدرة على التغيير، أما لوجود مشاعر الخوف أو الخجل أو التردد، فالاستقلالية والتخلص من التبعية والاعتماد على النفس سبب في تنمية الثقة بالنفس ورؤية القوة بما لديك من فكر وتوجه جديد ومن ثم إصدار الفعل المناسب.
حل المشكلات وإدارة المخاطر: احداث التغيير والحصول على التحرر من أي أمر وفي أي موقف يتطلب أن تمتلك مهارة حل المشكلة وإدارة المخاطر، حيث إن وجود الاختلاف ما بينك وبين البيئة من حولك ينتج عنه المشكلات الكثيرة التي لا بد منها ولا مفر منها وهنا وحتى تكون قادر على تطوير هذه المهارة لا بد من امتلاك ما فيها من مهارات ضمنية وهي: القدرة على فهم مواضع المشكلة وتحديدها والبحث عن الحلول المناسبة المتسقة مع الموقف، والعمل على تقييم الحلول المقدمة، ومن ثم تطبيق الحل المناسب وتقديم التغذية الراجعة، اعلم أن هذه العملية أثناء التغيير والتحرر من ما هو مخالف لك لا بد أن تكون عملية مستمرة ملازمة لك غير منتهية، ففهي حال انتهت هذه القدرة في أي مرحلة من المراحل اعلم أنك فاقد لزمام الأمور وللقدرة على التغيير.
تحمل المسؤولية: احداث التغيير والتحرر يعني القدرة على تحمل مسؤولية الأفعال الصادرة عنك على كافة المستويات الاجتماعية والعاطفية والنفسية والقانونية حتى، وحتى تتمكن من تحمل مسؤولية الأمور التي تتعرض لها لا بد من امتلاك الوعي الكافي بالذات والتوقف عن لوم البيئة أو الأشخاص والآخرين على ما تمر به من أمور سواء سلبية أو إيجابية أعلم أن كل ما يحدث لك في هذه الحياة هو ناتج عن سلوكياتك الشخصية وقرارتك، بمجرد وصولك لهذا الفهم أنت متحكم بعملية التغيير والتحرر.
الإصرار والمثابرة: إيجاد الدوافع الذاتية الداخلية والتخلص من الدوافع الخارجية سبب في أن تكون مصر ومثابر على ما تقوم به من تغيير وما تريد أن تحرزه من تحرر على مستوى الفكر أو العادات أو الثقافة وهنالك الكثير من الأمور من حولنا لا بد أن نغيرها ونتحرر من قيودها من خلال الإصرار والمثابرة وخلق الدواف الداخلية المرتبطة بالأهداف الشخصية.
البحث عن مصادر الدعم المناسبة: لا بد أن تبحث عن مصدر دعم إما خارجي أو داخلي يعزز ما لديك من فعل حيث إن فقدان الدعم على المستوى الداخلي والخارجي سبب في فقدان الثقة بالنفس وفقدان تقدير الذات مما يعني فقدان القدرة على إحداث التغير والإيمان بالنفس.
زيادة المخزون المعرفي: حتى تتمكن من التغيير والتحرر لا بد أن يكون هذا الأمر قائم على أسس مقبولة ولقصور المعرفة البشرية لا بد من الاستزادة وبشكل دائم بالمعرفة حول موضوع التغيير التي تساعد على الاستمرار قدر الإمكان لأن لولا المعرفة لن تكون قادر على تقديم الحجة والبرهان والدليل على أن ما تقوم به من فعل يعود عليك بالأثر الإيجابي أولًا وعلى الآخرين ثانيًا.
امتلاك مهارة الحوار: التغيير مواجه دائمًا بالحوار من قبل الآخر وإن صح القول بالجدال من قبل الآخرين وهنا لا بد أن تكون قادر على امتلاك مهارة الحوار المتضمنة الاستماع والتقبل وجهات النظر الأخرى والابتعاد عن إصدار الاتهامات والأحكام، والقدرة على بيان ما لديك من وجهة نظر بلغة سليمة فيها نوع من الاحترام للنفس وللطرف الآخر، هذه المهارة سبب في احترام ما لديك من تغيير على الرغم من عدم التقبل ولكن مع الوقت يكون الحوار وما فيه من معلومات ودلائل وبراهين سبب في إحداث التغيير على المستوى النفسي وعلى مستوى المحيط.
القدرة على الثبات: القدرة على مواجهة المشاعر السلبية المختلفة أثناء التغيير ومحاولة التحرر أمر ضروري ولا بد منه لأنه فقدان هذه القدرة يعني فقدان عوامل الثبات. ومن الأمور التي لا بد من مراعاتها في الثبات عامل الوقت فالتغير والتحرر قد يحتاج منك الكثير من الوقت ويمكن القول أنه يحتاج لسنوات، لأنك في هذه المرحلة قد تتعرض لبعض الصراعات النفسية لوجود اختلاف ما بين ما هو موجود وما سيكون موجود، وحتى تصل لمرحلة التوازن والثبات لا بد من التخلص من القيم والأفكار القديمة وبناء الجديد منها,