كيف لا أقارن نفسي بالآخرين خصوصاً أنني أقارن نفسي مع الأسوء؟

بشكل عام يفضل أن تقارن نفسك بنفسك دائماً، فإن قارنت نفسك بمن هم أفضل منك فستتحسر وتقل ثقتك بنفسك وتشعر أنك أقل منهم، وإن قارنت نفسك بمن هم أقل منك فربما تتخاذل أو تشعر بأنك أعلى مرتبة منهم فيصيبك الكِبر.

أنا لا أعني أن عليك ألا تقارن نفسك بأحد على الإطلاق، فأنت تحتاج أن تقارن نفسك بمن هو أفضل منك في صفات شخصية معينة لتتخذه قدوة لك ولتسعى لتصبح مشابهاً له في الصفات؛ كأن تقارن نفسك بمن هو أكثر كرماً منك أو أنجح منك في الدراسة، كما يمكنك أحياناً أن تقارن نفسك بمن هم أقل منك في الصفات الشخصية أو أقل منك مالاً مثلاً لتحمد الله على نعمه وعلى الفضل الذي خصك به.

أما لتكون أكثر اتزاناً نفسياً فعليك بإدامة مقارنة نفسك بنفسك... فقارن نفسك بنفسك قبل عدة أعوام، وانظر لمدى تطورك على كل الأصعدة؛ الشخصية والمهنية وغيرها، كذلك يمكنك أن تقارن نفسك بنفسك في أحوالك المختلفة؛ فقارن نفسك عندما تكون مرتاحاً نفسياً بنفسك عندما تكون مضغوطاً أو في حالة مزاجية أو نفسية سيئة وانظر كيف تكون أفضل عندما تكون مرتاحاً... فهدفنا من المقارنة دائماً هو أن نحصل على النسخة الأفضل من أنفسنا، وليس تحطيم ثقتنا بأنفسنا أو زيادتها بشكل مبالغ فيه، ولا الشعور بالدونية...

إن الشخص الذي يقارن نفسه بالأشخاص الذين هم أقل منه في أمور معينة، فغالباً السبب:

- تكون ثقته بنفسه ليست كافية فنجده يسعى للبحث عمن هم أقل منه ليعوض شعور النقص هذا لديه.
- يخاف التغيير أو التطور، فيجد الأمان في منطقة الراحة الخاصة به، والتي تتعزز عند مقارنة نفسه بمن هم أقل منه.
- تعوّد على المقارنة فحسب... فمثلاً هناك من تربى على المقارنة، فربما كان والده يقارنان بينه وبين إخوانه باستمرار، فاتخذ المقارنة نهجاً لحياته، وخاصة إذا كانا يقارنان بينه وبين من هم أقل منه في صغره، كالمقارنة بينه وبين أبناء أعمامه الذين هم أقل منه في التحصيل الدراسي. كما قد يلجأ البعض لمقارنة أنفسهم بمن هم أقل منهم كتعويض عن المقارنة التي كانت تحصل في صغرهم عندما كان أهلهم يقارنون بينهم وبين من هم أفضل منهم ومعايرتهم بهم لتعويض هذا النقص.

من هنا هذه دعوة للمربين بعدم مقارنة أبنائهم بأحد، وأن يعلموا أن لكل طفل شخصيته الفريدة وإمكاناته ومهاراته التي تختلف عن مهارات الآخرين، فإن كان ابنك غير متميز أكاديمياً فابحث عن الشيء الذي يتميز فيه وستجده حتماً؛ فقد يكون أذكى اجتماعياً من الآخرين مثلاً.

نصيحة صغيرة سمعتها مرة من اختصاصية أمومة وطفولة:
قل لطفلك "أنت أجمل طفل في العالم بالنسبة لي" بدلاً من "أنت أجمل طفل في العالم"... لأن العبارة الثانية تجعل الطفل يصدم ويغار كلما وجد من هو أجمل منه، وهكذا بالنسبة لباقي الصفات طبعاً.

أنصحك أن تحاول أن تكتشف بوادر المقارنة هذه، وعندما تجد نفسك على وشك مقارنة نفسك بأحد فعليك أن تتوقف فوراً حتى لا تؤثر على نفسك سلباً. 

دائما المقارنات بالآخرين أمر خاطئ:
1. لأن لكل شخص شخصيته المختلفة.
2. وظروف حياة ومحيط مختلفة.
3. وأيضا قدرات ومواهب بشكل مختلف.
لذلك المقارنة غير صحيحه الأصح هو بدلا من هذه المقارنات التفكير بالعمل على تحسين النفس والشخصية فإذا كان الإحساس بالنقص من الشكل يمكن العمل على تغييرات بالشكل وتحسين من المظهر حتى تزيد الثقة بالنفس أما إذا كانت مقارنة مركز معين بالمجتمع فعلى الفرد أن يجتهد ويطور من نفسه من خلال دراسة معينة أو دورات أو تعلم لغة جديدة والمقارنات بالأسوأ تؤدي إلى تراجع الفرد لذا يجب الاقتداء بشخصيات ناجحة بالمجتمع حتى يطور الشخص من نفسه وتزيد ثقته بنفسه.

يمكنك أن تتوقف عن مقارنة نفسك بالآخرين من خلال أن تتبع الخطوات التالية:

1-الخطوة الأولى لإيقاف مقارنة نفسك بالآخرين أن تبحث عن مختلف الأمور الإيجابية الموجودة لديك مهما كانت بسيطة وقم بتعزيزها والتركيز عليها.

2-أن تقبل الفرد لذاته من الأساليب التي تساعده في التوقف عن قيامه بمقارنة نفسه بالآخرين.

*إن السبب في مقارنة نفسك بالأشخاص الأسواء منك يعود لوجود حاجة معينة في أن ترى نفسك شخص جيد وأن هناك من هو اسوء منك فلا داعي لأن تعمل أو تطور نفسك، ويستخدم هذا الأسلوب كأحد الحيل الدفاعية.