فتح المسلمون الأول للجزائر كان بقيادة عقبة بن نافع، ومن بعده زهير بن قيس، حتى استلم عنهم حسان بن النعمان. علمًا أن فتح الجزائر تم في العام 82 هجري (701-702 ميلادي)، في شهر رمضان.
كيف كان فتح المسلمون للجزائر؟
الجزائر كان جُزء من المغرب الإسلامي في ذلك الوقت، ولم يتم التوضيح في الروايات التاريخية كيف تم فتح الجزائر منفصلة.
بدأت الفتوحات الإسلامية في شمال إفريقيا في العام 21 هجري، وكان القائد حينها عمرو بن العاص، ومن بعده عبدالله بن أبي السرح، حتى استلم بعدهما معاوية بن حديج السكوني، وتلاهم عقبة بن نافع في قيادة الفتوحات الإسلامية في شمال إفريقيا.
الفتح الأول على يد عقبة بن نافع
في العام 62 هجري تهيأ عقبة بن نافع للفتح الكبير في بلاد المغرب، وجمع جيشه في القيروان وخطب بهم وتشجيعهم على الحرب، وانطلق من مع جنود جيشه من القيروان لأنحاء المغرب، ولم يواجه منافسة حتى وصل ولاية خنشلة؛ وجد بها الروم وكانوا أول منافسة حقيقية له في فتحه لبلاد المغرب، وانتصر عليهم.
- الحروب والمعارك: استمر في مسيرته مع جنود جيشه حتى توصل مدينة تلمسان، وقد وجد بها تحالفًا بين جيش الروم والبربر، وقد اقتربوا من النصر على جيش المسلمين حتى آخر المعركة أعلنوا انسحابهم منها وتراجعوا نحو منطقة زيبان. وعندها اتجه عقبة بن نافع مع جيشه نحو تيهرت، ووجد تحالفًا آخرًا بين الروم والبربر، وخاضوا ما يُمكن وصفه بأنّه أشرس معركة في تاريخ الفتح الإسلامي للمغرب العربي.
من بعد نصره في تيهرت اتجه عقبة مع جيشه غربًا نحو سواحل المحيط الأطلسي، وكان قد حرر معظم بلاد المغرب العربي، وعندها صرف أغلب جنوده وعاد أدراجه نحو تلمسان مع 300 جندي فقط.
- الخيانة: قام عقبة في جعل كسيلة جنديًا عاديًا بعد أن كان قائدًا في الجيش، مما جعله يضمر له الشر. وعندما علم الروم بأمر عودة عقبة نحو تلمسان مع 300 جندي فقط استعانوا في كسيلة وجمعوا جيشًا من 50 ألف مقاتل لمواجهة جيش المسلمين، وكان الانتصار للروم، واستشهد عقبة بن نافع.
واستغل موت عقبة واحتل القيروان، وفرض سيطرته على بلاد المغرب.
الفتح الثاني على يد زهير بن قيس
في العام 69 هجري، في عهد عبد الملك بن مروان، سار زهير بن قيس مع جيش من 6 آلاف جندي نحو القيروان، وخاض حربًا عسيرة مع قوات كسيلة والبربر، وانتصر بها المسلمون، وقُتل كسيلة، ومن بعدها استشهد زهير بن قيس في طرابلس.
الفتح الثالث على يد حسان بن النعمان
في العام 74 هجريًا كلف عبد الملك بن مروان حسان بن النعمان في مواصلة فتوحات المغرب، فاتجه مع جنود جيشه لقرطاجة وحررها من الروم، ومن ثم نحو بنزرت وحررها من الروم والبربر.
حتى واجه جيش المسلمين جيش الكاهنة في وادي مسكيانة، وانهزم المسلمون وعادوا لبرقة، وسيطرت الكاهنة على المغرب.
في العام 78 هجري وصلت إمدادات من عبد الملك بن مروان لابن النعمان حتى يُكمل مسيرته وفتوحاته، وعاد لمواجهة الكاهنة وانتصر عليهم، وبحلول سنة 82 هجري كان المسلمون قد أتموا فتوحاتهم في المغرب الأوسط.
واستمر ابن النعمان في الفتوحات حتى العام 86 هجري، وأكمل من بعده ابن موسى بن نصير في الفتوحات كان قد أتم الفتوحات الإسلامية في المغرب العربي كاملًا.
لم يكن المغرب مُقسمًا كما في وقتنا الحالي، ولكن كان مقسمًا بحسب الآتي: - المغرب الأدنى (افريقيا): وكان مركزه في مدينة القيروان، وشمل تونس، وسوسة، وباجة، وقسطلية، وقفصة، وصفاقس، وغيرها من المدن.
- المغرب الأوسط: وكان مركزه في مدينة تلمسان، وامتد من منطقة بجاية حتى وادي ملوية، وشمل القلعة، والجزائر، توتنس، والمسيلة، ومليلة وغيرها من المدن.
- المغرب الأقصى: وكان مركزه في مدينة فاس ومراكش، وامتد من وادي ملوية حتى المحيط الأطلسي مرورًا بجبال تازا، وشمل مكناسة، ودرعة، وفاس، وسلا.