لقد خلق الله تعالى أمنا حواء عليها السلام من ضلع أبينا آدم عليه السلام وهو نائم لتكون له سكناً ولتؤنسهُ وقد خلقها من ضلعه الأيسر الأقرب إلى قلبه وجعل بينهما مودة ورحمة وليكون قوّاما عليها حافظا لها قائما بأمور معيشتها ولتكون له مصدر الحب والحنان. وقد دلت الآية القرآنية الكريمة على هذه الحقيقة أي ان حواء خُلقت من آدم حيث يقول الله تعالى في مفتتح سورة النساء: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً﴾.
فالآية الكريمة تشير بوضوح إلى خلق حواء من آدم عليه السلام والحديث الشريف يفصّل أنها خُلقت من ضلعه. ففي الحديث الصّحيح الذي رواه الإمام البخاري قوله عليه الصّلاة والسّلام (.. و استوصوا بالنّساء خيرًا، فإنّهنّ خلقن من الضّلع، وإن أعوج ما في الضّلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن صبرت عليها صبرت عليها وفيها اعوجاج ).