لم يرد نص ثابت وموثوق يتكلم عن الفترة التي قضاها خلق آدم وحواء في الجنة قبل نزولهما إلى الأرض، المدة التي تفصل بين خلق آدم وحواء.
وإنما أخبرنا الله عز وجل عن كيفية خلق آدم عليه السلام، إذ أنه خلق من تراب ثم صار طيناً ثم صوره الله سبحانه بيده ونفخ فيه من روحه.
وكما أن هناك اختلاف بين العلماء في المقدار الزمني الذي بقي فيه آدم في الجنة، فهناك من قال أن الفترة التي لبثها أبونا آدم عليه السلام في الجنة، فترة تقدر من وقت العصر إلى الغروب، والأكثر قولاً أنه مكث في الجنة مائة وثلاثين عاماً. هذا مع الأخذ بالاعتبار أن الفترة بين العصر والغروب في الجنة قد تساوي مائة وثلاثين عاماً على الأرض، لأن الزمن في الجنة ليس كالزمن على الأرض وتقديره يختلف.
وفيما يخض آدم وحواء، هذا ما نملكه من معلومات مصدرها القرآن الكريم والسنة:
- ورد حديث نبوي، يتحدث عن اليوم الذي نزل فيه آدم وحواء إلى الأرض، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:" خيرُ يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعه، فيه خلق آدم وفيه أُدخل الجنة، وفيه أخرج منها".
- وأيضاً أخبرنا الله عن خلق حواء، فقد خلقت حواء عليها السلام من ضلع آدم عليه السلام، قال الله تعالى: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا" سورة النساء/1.
- وفي حديث عن أنس رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لما صور الله آدم عليه السلام في الجنة، تركه ما شاء الله أن يتركه، فجعل إبليس يطيف به ينظر ماهو، فلما رآه أجوف عرف أنه خلق خلقاً لا يتمالك.
بناء على ذلك، فقد ورد في مصادر الموثوقة، وهي القرآن والسنة، كيفية خلق آدم وحواء عليهما السلام، ونزولهما إلى الأرض، وقصتهما مع الشيطان، ولم يرد نص واضح صريح عن زمن الخلق، والمدة التي عاشاها في الجنة، وإن كان هناك حكمة من ذلك، فقد تكون في عدم أهمية الإلتفات إلى ذلك، والله أعلم.
المصدر
إسلام ويب :
مدة مكث آدم عليه السلام في الجنة