أين هبط آدم عليه السلام وكيف التقى بحواء بعد تفرقهما وكيف تزوجا بالأرض

1 إجابات
profile/بتول-الحمصي
بتول الحمصي
ماجستير في الشريعة الإسلامية (٢٠١٦-٢٠١٩)
.
٠٨ نوفمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات
ذُكِر في الكامل في التاريخ لابن الأثير في مكان هبوط آدم عليه السلام في الأرض واجتماعه بحواء عليها السلام مجددًا وفي غيره من المراجع واتفقوا على هذا القول:

"إن الله تعالى أهبط آدم قبل غروب الشمس من اليوم الذي خلقه فيه وهو يوم الجمعة مع زوجته حواء من السماء فقال علي وابن عباس وقتادة وأبو العالية: إنه أهبط بالهند على جبل يقال له نُوْد من أرض سرنديب، وحواء بجدة. 

قال ابن عباس: فجاء في طلبها فكان كلما وضع قدمه بموضع صار قرية وما بين خطوتيه مفاوز، فسار حتى أتى جمعا فازدلفت إليه حواء فلذلك سميت المزدلفة وتعارفا بعرفات فلذلك سميت عرفات واجتمعا بجمع فلذلك سميت جمعا. وأهبطت الحية بأصفهان وإبليس بميسان. وقيل: اهبط آدم بالبرية وإبليس بالأبلة.
 قال أبو جعفر: وهذا ما لا يوصل إلى معرفة صحته إلا بخبر يجئ مجيء الحجة ولا نعلم خبرًا في ذلك غير ما ورد في هبوط آدم بالهند فان ذلك مما لا يدفع صحته علماء الاسلام. 

وسار آدم إلى البيت ليحجّه ويتوب عنده، وكان قد بكى هو وحواء على خطيئتهما وما فاتهما من نعيم الجنة مائتي سنة ولم يأكلا ولم يشربا أربعين يومًا، ثم أكلا وشربا بعدها، ومكث آدم لم يقرب حواء مائة عام، فحجّ البيت وتلقّى آدم من ربه كلمات فتاب عليه،
  وهو قوله تعالى: {ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين}. [الأعراف: 23]."[1]

والثابت في القرآن الكريم هو أن آدم وحواء عليهما السلام أهبطا من الجنة إلى الأرض بعد أن أكلا من الشجرة قال تعالى : {فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ} البقرة/36.

أما المكان الذي أهبطا إليه فلم يُذكَر في القرآن الكريم، ولم يرد في الأحاديث النبوية الصحيحة، وإن كانت قد رويت بعض الأحاديث الضعيفة، كما روي عند ابن عساكر في  تاريخ دمشق، وهناك روايات أخرى في هذا الباب ولكن أسانيدها ضعيفة جدًا.

وما صح في هذا الشأن إنما هي أقوال لبعض السلف، الغالب أنهم أخذوها من علوم أهل الكتاب المنقولة في زمانهم، تلك التي لا يُوثق بما جاء فيها، إنما تروى للاستئناس وكان الاختلاف في هذا الشأن على النحو الآتي :

منهم من قال : أهبط آدم إلى الهند، وأهبطت حواء بجدة ، ومنهم من قال: أُهبِطا جميعًا بالهند، وقيل أيضًا: أهبط آدم بأرض بين مكة والطائف اسمها " دحنا " ومنهم من قال : أهبط آدم بالصفا ، وأهبطت حواء بالمروة 

وكلها فيما نعلم أقوال لا دليل عليها .



[1]  ابن الأثير (555-630) / الكامل في التاريخ / الرياض- السعودية /بيت الأفكار الدولية / صفحة 19 – 20