إن العداء بين الحق والباطل أزلي
منذ أول جريمة تشهدها الأرض ، منذ أن قتل قابيل أخاه هابيل ،
وتكررت الصورة مع كل ظلم إجتاح الأرض ، ولم يكن آخرها صدود كفار قريش لرسالة التوحيد ولدين الله الحق .
ووسائل الكيد ومحاربة الدين هي هي ، من زمن نوح عليه السلام حتى زمن خاتم الرسل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .
طريقة الصد تبدأ بالتشكيك بصدق الدعوة وعندما لا تنجح هذه المكيدة يكون بصد الناس عنها بكافة الوسائل
وعندما تعجز كل تلك الممارسات
يظهر العداء بصورة الحرب المباشرة .
قال تعالى في سورة ص على لسان فرعون في خطابه لقومه : ﴿ قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد ﴾ وهذا نفسه تكرر مع كفار قريش فكانوا يبعدون العرب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بحجة أنه قد يصيبهم بسحره وهذا ماقاله الوليد بن المغيرة وأثبته الله سبحانه على لسان الوليد في سورة المدثر : ﴿ إن هذا إلا سحر يؤثر ﴾
ثم عندما تعجز كل الوسائل يكشف الكفر عن وجهه الحقيقي فيأمر بحصار الموحدين
سنوات ثلاث ،
لكن الله غالب على أمره وهو ناصر دينه فيزداد عدد المسلمين ويبدأ التنكيل فيضطر البعض للهجرة ،
وحتى وهم في بلاد الهجرة تتابعهم عيون قريش وتحاول استرجاعهم لمكة فتفشل ،
وتصل وشاياتهم لتطرق أبواب كسرى وقيصر ،
فيأمر كسرى عامله على اليمن الملك باذان أن يحضر له هذا النبي الذي ظهر في بلاد العرب لكن الله يهلكه قبل أن يحصل مراده ، وكان ملوك غسان يتبعون للروم ولهم علاقات طيبة مع زعماء قريش ولم تترك قريش هذه الفرصة لتوسط غسان في الكيد للدين الجديد عند قيصر الروم ،
وحتى في المدينة لم يترك كفار قريش سبيل للتحالف مع اليهود فيها ومع المنافقين ومع الأعراب حولها إلا وسلكوها ولكنها الرسالة النبوية تكفل الله سبحانه أن تصل لكل البشرية ولو بعد حين والله غالب على أمره .