ما هي الأساليب التي اتبعتها قريش في مقاومة الدعوة الإسلامية

 اتبعت قريش عدة أساليب في الصد عن الدعوة الإسلامية أبرزها:

1. التشويه الإعلامي: وذلك بمحاولة تشويه صاحب الدعوة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ورميه بالسحر والجنون والشعر والكهانة، وأنه يفرق الوحدة المجتمعية بتفريقه بين الأب وابنه والأخ وأخيه والزوج وزوجته.

وكذلك محاولة تشويه القرآن الكريم الذي هو المعجزة الخالدة التي جاء بها النبي وتحدى بها العرب، حيث زعموا أنه سحر وكذب افتراه رسول الله من عنده،  وزعموا أنه أخذه من بشر وتعلمه من غلام أعجمي كان يجلس إليه.

قال تعالى في سور النحل (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ ۗ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ (103).

2. الترغيب بالدنيا والمال: كما جاء عتبة بن ربيعة إلى رسول الله في القصة الشهيرة لما جاء يفاوضه ويحاول ثنيه عن دعوته حيث عرض عليه عروضاً منها:" إن كنت إنما تريد بما جئت به من هذا الأمر مالا جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالا، وإن كنت تريد به شرفا سودناك علينا، حتى لا نقطع أمرا دونك، وإن كنت تريد به ملكا ملكناك علينا ".

3. الترهيب والاضطهاد بأنواع الاضطهاد وصنوف العذاب المختلفة: وكانت هذه الوسيلة الأظهر والأكثر اعتماداً من قبل قريش.

حيث عمدت كل قبيلة من قبائل قريش إلى من آمن فيها وعلموا بإسلامه تعذيباً وتنكيلاً خاصة المستضعفين الذين ليس لهم من يحميهم ويدفع عنهم، حتى مات بعضهم تحت التعذيب كما حصل مع سمية وياسر والدي عمار بن ياسر رضي الله عنهم اللذين قتلوا تحت تعذيب أبي جهل لهم، وقصص تعذيب المسلمين مشهورة في كتب السيرة النبوية كقصة بلال وخباب رضي الله عنهما.

ووصل الأمر بقريش إلى إيذاء رسول الله خاصة بعد موت عمه أبي طالب الذي كان ينصره ويدافع عنه، حتى رموا أمعاء الإبل على ظهره وهو يصلي، وحاولوا خنقه وضربه عليه السلام حتى دافع عنه أبو بكر الصديق.
 
4. المقاطعة الاقتصادية والتجويع: كما حصل لما قررت قريش فرض المقاطعة الاقتصادية والاجتماعية على بني هاشم حتى يسلموا لهم رسول الله ويمتنعوا عن نصرته، حيث حاصروهم في شعب أبي طالب مدة ثلاث سنوات، انتهت بوفاة خديجة رضي الله عنها وأبي طالب في العام الذي سمي عام الحزن.

5. الاستهزاء برسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومحاولة التأثير على معنوياته.

6. ثم كانت آخر محاولاتهم بعد معرفتهم بإسلام الأنصار وخشيتهم من خروج الأمر عن سيطرتهم ولجوء النبي عليه السلام إلى المدينة، هي محاولة قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم في القصة المشهورة لما جمعوا من كل قبيلة شاباً ليدخلوا على النبي عليه السلام وهو نائم فيضربوه ضربة رجل واحد حتى يتفرق دمه بين القبائل، ولكن الله سلمه وأخرجه سالماً غانماً بفضله ونعمته.

والله أعلم