لا يوجد شخص واحد يستمتع بالقفز من علاقة إلى الأخرى؛ يبني علاقة من جهة لتنهدم علاقة ثانية من جهة أخرى. طبيعتنا كبشر نفضل ديمومة العلاقات ونتأثر من تركها. لكن العلاقات بجميع أنواعها (صداقة، الزواج، العمل، روابط عائلية كالأبناء ووالديهم أو الأخوة بين بعضهم) تحتاج إلى جهود منا لكي تدوم.
ديمومة العلاقات ما هي إلا نتيجة ممارسات صحيحة واعية نقوم بها اتجاه الطرف الآخر.
* اهتم باللقاء الأول: وتتعلق هذه النصيحة بالعلاقات التي نكتسبها لا التي نولد بها، فالصورة الأولى التي نقابل بها الأصدقاء الجدد أو عند صنع علاقات بين زملاء في المجال نفسه أو حتى الزبائن ستؤثر على تطور العلاقة بالمستقبل.
كن لبقًا في اللقاء الأول وابتسم للأشخاص الجدد وعرفهم عن نفسك وقم بمصافحتم -إن استطعت-، قم بالاستماع للطرف الآخر بالبداية أكثر من قيامك بالتحدث. البحث والسؤال عن الشخص الذي تود مقابلته قبل اللقاء الأول سيمكنك من التعرف عليه وعلى المواضيع التي ستثير اهتمامه؛ مما يسهل عليك ترك انطباع حسن عن نفسك.
* حافظ على المصداقية في العلاقة: فالمشاكل والأخطاء الواضحة في العلاقة التي تقوم بتجاهلها ستتحول مع الوقت إلى مشاكل هائلة تؤدي إلى الفشل العلاقة. فتحتاج أن تناقش مشاعرك وأفكارك ويناقش الطرف الآخر مشاعره وأفكاره عن المشكلة، ويكون الطرفين صريحين مع بعضهم البعض لكي تحل هذه الأخطاء والمشاكل الصغيرة قبل أن تتفاقم.
* تفهم الاختلافات بينكم: فعند شعورنا بتوافق كبير بيننا وبين الطرف الآخر من العلاقة نعتقد أنه يمتلك نفس أفكارنا وعواطفنا بخصوص جميع المواضيع، وهذه الفكرة غير سليمة بكل تأكيد. فتذكر دائمًا أن الأشخاص سيتفردون بأفكار ومعتقدات ومشاعر مختلفة عن خاصتك -ولا مشكلة في ذلك! -، فيجب علينا الاستفادة من هذا التفرد لصنع مساحة للنقاش والنمو سويًا.
* امتلك مهارات تواصل فعالة: فالتواصل في العلاقات يجب أن يناسب جميع الأطراف؛ فهل تفضلون التحدث وجهًا لوجه؟، هل الرسائل القصيرة تجعل محادثاتكم غير عميقة؟. طريقة التواصل المناسبة ستختلف من علاقة لأخرى؛ فاكتشف النمط المناسب لجميع الأطراف وقم باستخدامه للتواصل.
والعلاقات القوية التي تدوم تتجاوز حد المحادثات النمطية عن حالة الطقس وعن الأخبار؛ تكلم مع الآخرين عن اهتماماتهم وعن مشاعرهم، اسألهم عن حال جدتهم المريضة، وعن تأهل فريقهم المفضل إلى النهائيات، ناقشهم بآخر المشاريع في شركاتهم، كن شخصًا يستطيعون الرجوع له للحصول على نصيحة أو لمناقشة أمر ما. فالعلاقات التي تدوم تتميز بالعطاء؛ نأخذ بها تارة ونعطي بالآخرى (سواء منافع مهنية أو حتى دعم عاطفي).
من المهم أن يكون التواصل في العلاقات العميقة والمقربة مميزًا وصريحًا؛ فأخبر الشخص المقرب منك عن مشاعرك واحتياجاتك، عن الأمور التي تثقل كاهلك، أخبرهم عن معلومات عنك تعتقد أنهم سيودون معرفتها؛ فأخبرهم عن حاجتك لوقت تعيد فيه شحن طاقتك بعيدًا عن الناس، أخبرهم أنك تحب أن تحتضن عندما تشعر بالحزن. هذه التفاصيل الصغيرة ستجعل العلاقة مميزة ومختلفة عن غيرها، ستساعدكم على فهم بعضكم؛ مما يجعل العلاقة تدوم.
* احترم خصوصيات الطرف الآخر: فحتى ولو كانت العلاقة قريبة جدًا وعميقة؛ يود الجميع أن يحافظوا على خصوصياتهم ولا يتعدى أي أحد الحدود الموضوعة. على سبيل المثال تجنب تصفح هاتف شريك حياتك أو أصدقائك أو أفراد عائلتك من دون علمهم ومن دون استئذانهم للقيام بذلك؛ فتعدي الخصوصيات سيكسر الثقة بينكم، والعلاقات مبنية بشكل رئيس على الثقة المتبادلة بين الأطراف.
* توقع الصراعات: فالصراعات ستجعل العلاقة أقوى وتجعلكم تتفهمون بعضكم البعض بشكل أفضل إذا قمت بإدارتها بشكل صحيح. تعلم الأسلوب الصحيح للتعامل مع الصراعات؛ فتجنبوا لعبة إلقاء اللوم، وركزوا بالمشكلة الحالية ولا تدخلوا المشاكل السابقة للصراع، إذا أدركت أنك قد أخطأت قم بالاعتذار بالطريقة المناسبة على الفور. اجعلوا الهدف من الصراع حله لا الفوز به؛ وفي نهاية الصراع ركزوا على إعادة المياه إلى مجاريها، فاهتموا بإعادة بناء الروابط بين بعضكم وقموا بإعادة الاتصال.
* كن حاضرًا: فيجب أن تتواجد في اللحظة المهمة لهم؛ السعيدة والحزينة. فكن متواجدًا لتشجيعهم على أهدافهم ورغباتهم وقم بالاحتفال معهم بنجاحاتهم وإنجازاتهم، وكن متواجدًا للتخفيف عنهم في لحظات فشلهم أو عند خسارتهم لأشخاص قريبين منهم.
للمزيد تابع المراجع الآتية: