إن الله تعالى هو الغفور الرحيم التوّاب العفوّ الودود الكريم وهو يحب من عباده التوبة والرجوع إليه بكل حال وإن طالت الغفلة. وهو يفرح بتوبة عبده ورجوعه إليه مرة بعد مرة حتى لو أسرف على نفسه. وقد قال تعالى في كتابه مُبشّرا عباده:{ قُل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إنَّ الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم} وقد اتفق العلماء أنَّ هذه الآية هي أرجى آية في كتاب الله تعالى.
ويمكن للمؤمن أن يكفّر عن ذنوبه التي بينه وبين الله بالتوبة الصادقة وصلاة ركعتي التوبة والإكثار من الإستغفار آناء الليل والنهار. والإكثار من الصدقة لا سيما صدقة السِّر التي جاء عن خير البشر أنها تطفئ غضب الرب, وكذلك المداومة على الصلوات لأن الحسنات يُذهبنَ السيئات والإكثار من صوم النافلة. ومن أعظم وسائل التكفير عن الذنوب الإحسان إلى خلق الله لا سيما الفقراء والضعفاء والأيتام والمساكين وجبر خواطرهم وقضاء حاجاتهم فكلها أعمال تُرضي الله تعالى. أما الذنوب المتعلقة بحقوق العباد فلا بد من أرجاع الحق لصاحبه أو طلب العفو والمسامحة منه.