تمامًا بالطريقة التي سلكتها للتعرف على أصدقائك وعائلتك وزملائك ومعارفك؛ بالجلوس معهم وطرح الأسئلة المتعلقة باهتماماتهم وبما يحبون ويكرهون، وبإخبارهم إياك عن خططهم المستقبلية التي يودون تحقيقها -حتى تلك التي تبدو في اللحظة الراهنة غير منطقية! -.
لكن ما يميز رحلتك بالتعرف وفهم ذاتك وشخصيتك عن تعرفك على الأشخاص من حولك أنها وبكل صراحة أكثر صعوبة وستحتاج وقتًا أطول. لكن تعرفك على ذاتك سيكون أكثر رحلة مهمة ستقوم بأخذها في حياتك؛ فالناس من حولك ما هم إلا رفقاء ستجدهم في بعض محطات الحياة، بينما أنت سترافق نفسك من النفس الأول إلى الأخير.
- خصص لنفسك جلسة تنفرد فيها بشكل يومي لكي تتطرق لبعض الأمور الآتية:
*
تحديد الأهداف التي تود تحقيقها في حياتك.
فمن الأهداف ينبثق العمل والخطوات التي يجب عليك أخذها في الحاضر والمستقبل. قم بكتابة أهدافك على مذكرة؛ سواء الكبيرة (كرغبتك في فتح سلسلة مقاهي خاصة بك في أرجاء العالم) أو حتى تلك التي تبدو صغيرة (كأن تتخرج من الجامعة بتقدير عالٍ). سيساعدك تحديد الأهداف على معرفة المكان الذي أنت فيه حاليًا والمكان والحياة التي تود العيش فيها في المستقبل.
*ما القيم الشخصية الرئيسة التي تعيش بها والقيم التي يمتلكها الأشخاص الذين تحترمهم وتستمتع برفقتهم؟
فقيمك الشخصية تمثل البوصلة التي تنتج منها سلوكياتك وردات فعلك ونظرتك للحياة، وفهم تلك التي تهمك والتعرف عليها سيجعلك قادرًا على تقييم جودة وصحة البوصلة والنجمة الشمالية التي ترشدك في حياتك. اسأل نفسك عن الأمور التي ترفض القيام بها أو تجد نفسك تقوم بها على نحو مستمر؛ فهل ترفض الغش والكذب لأن الأمانة والصدق من قيمك؟، هل دائمًا ما تقوم بالأعمال على أتقن وجه ممكن لامتلاكك قيم الدقة والتفاني؟.
في حال وجدت صعوبة في إدراك القيم الرئيسة التي تعيش بها بإمكانك الاستعانة
بالرابط الآتي الذي يحتوي على أهم القيم في بيئة العمل والحياة بشكل عام. وبإمكانك أخذ
الاختبار الآتي الذي يحتوي في نتيجته على أكثر 5 قيم إيجابية تمتلكها في شخصيتك، وتلك المتواجدة في شخصيتك لكنك بحاجة إلى العمل عليها.
*
حدد مهاراتك وهواياتك.
ففهم الهوايات والمهارات التي تمتلكها لن تجعلك فقط قادرًا على تحديد بعض المهن التي تحبها أو تستخدمها كخطة بديلة لرفع دخلك المادي أو الاعتماد عليه عند خسارة عملك؛ فالتعرف على الهوايات والمهارات ستجعل الأمور التي تحب القيام بها للتحسين من مزاجك ورفع معنوياتك واضحة بالنسبة لك، وستفهم الشخصية التي أنت عليها.
وإذا لم تجد أي هواية أو مهارة تمتلكها بإمكانك بالطبع البدء باكتسابهم الآن عن طريق
التجربة. حدد نوع النشاطات التي لا تمانع تطبيقها لفترات طويلة من الزمن؛ هل تحب الأمور الرياضية والجسدية؟ قم بتجربة رياضة اليوغا أو الملاكمة، هل تحب استخدام يداك لصنع الأشياء؟ جرب التطريز أو تنسيق الزهور. في
الرابط الآتي قائمة بـ 549 هواية بإمكانك تجربتها، من المؤكد أنك ستجد بعض الأمور التي ستستمتع بها فيها.
*
تعرف على نمط التعلم الخاص بك.
فاستخدام النمط الخاطئ لتعلم الأمور سيضعك في حالة دائمة من الحيرة والشعور بافتقارك لقدرتك على التعلم، فنحن بطبيعة الحال نمتلك جميع الأنماط لكننا نبدع ونفسر المعلومات بطريق أفضل باستخدام النمط الأبرز لدينا.
أنماط التعلم تقسم بشكل عام إلى:
- البصري: الذي يحب التعلم ومعالجة المعلومات على شكل صور وأشكال؛ فتجد المتعلم البصري يفكر بشكل السيارة عندما تذكر الكلمة أمامه.
- السمعي: مستخدمو هذا النمط يفضلون التعلم عن طريق الاستماع والتحدث، فيكون الاستماع إلى الكتاب الصوتي أسهل وأوضح من قراءته، وهذا النوع سيتذكر صوت السيارة عندما تذكرها أمامه.
- الحسي/ الحركي: تتذكر ذلك الشخص في فصلك الدراسي الذي كانت حصة الرياضة المفضلة لديه؟، وكان لا يظهر الاهتمام في حصص العلوم إلا في حصص التجارب العلمية؟. الشخص السابق يعتمد على النمط الحركي للتعلم؛ فتجد يفهم الأمور بشكل أفضل عندما يقوم بها بيديه وعندما تندمج حركة أجسادهم مع الأمر الذي يقومون بتعلمه، مثل هذا النمط من المستحيل أن يفهم قواعد السير إلا إذا قام بركوب السيارة وتطبيقها.
- المكتوب/ المقروء: هذا النوع من الأنماط لا يستفيد من الكلام الشفوي غير المكتوب أمامهم في الكتاب أو على السبورة؛ فهم يفهمون الأمور التي تعلموها عن طريق القراءة والكتابة عنها. يختلف هذا النمط عن البصري بأن البصري شخص يفهم بالأشكال والألوان والخرائط، والنمط الكتابي يفهم بقراءة النصوص. هذا النمط لن يمتلك أي فكرة عن طريقة تطبيق قواعد السير دون قراءة الكتاب المرشد مسبقًا.
تعلم نمط التعلم الصحيح سيجعلك قادرًا على فهم طريق عمل شخصيتك وذاتك، والطريق التي بإمكانك التطوير والتحسين منها.