كيف أتمكن من الوصول إلى مرحلة القراءة النقدية؟

2 إجابات
profile/بتول-المصري
بتول المصري
بكالوريوس في آداب اللغة الانجليزية (٢٠١٨-٢٠٢٠)
.
٣٠ يناير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 
     أن رغبتك لبدء قراءة الكتب بشكل نقدي هي خطوة كبيرة جدًا، إلا أنها رائعة ومهمة، وستغير نظرتك للمؤلفات التي تقرأها، وستساعدك على تطوير الكثير من المهارات المختلفة من تحليل ودقة ملاحظة.


     قبل أن أخبرك كيف يمكنك القيام بذلك، دعني أذكر لك سريعًا معنى القراءة النقدية. فإنت بهذه الحالة لا تقرأ لتمضي وقتًا سريعًا فقط، بل تبدأ بالبحث في الكتاب، تطرح الأسئلة وتبحث عن اجاباتها داخل الصفحات. ستحتاج معرفة بضع الأمور عن المؤلف، وهذا سيساعدك بربط الموضوع بصاحبه، ربما ستبحث عن المصالح التي يسعى إليها الكاتب، وربما تجد تناقضات ضمن السطور. ستتأكد من المصادر، وستقيمها، وستعود لربط كل ما سبق من وجهة نظرك الخاصة. تلك هي القراءة النقدية.


     ربما يبدو الأمر وظيفة خبراء أو ما شابه، وغالبًا ما ستواجه صعوبة في بداية الأمر، وسيأخذ الكثير من الوقت بالطبع، لكن لاحقًا سوف تجد أنك تفعل ذلك دون جهدٍ متعمد يُذكر.


     أما الخطوات التي ستحتاج لاتباعها حتى تكون قراءتك النقدية سليمة، فسأحدثك عنها بإيجاز لكن حتى تفهم المغزى منها. 

  • استعراض
ويمكنك البدء بهذا عن طريق تحديد أهداف النصوص، وقراءة العناوين الرئيسية. هذه النقطة ستساعدك بشكل مباشر في تحديد المدة التي سيلزمها قراءة هذا الكتاب، والجهد الذي ستحتاج وضعه في أجزاء معينة. وفي هذه المرحلة تستطيع التعرف على الكاتب وأفكاره، وربطها بالكتاب لتستطيع تحديد المغزى والهدف من هذا العمل، والفائدة التي ستعود على الكاتب منه.


  • التحليل والتعليق
هنا تبدأ القراءة الفعلية المتأنية. ويبدأ التحليل عن طريق ملاحظة جميع التفاصيل. ولتسهيل الأمر عليك، يجب أن تحمل إلى جانبك قلمًا ودفتر ملاحظات صغير. عليك تسجيل الأفكار التي تخطر لك خلال قراءتك، آراءك بشأن ما تقرأ، ربط أجزاء بأجزاء سابقة قرأتها. سيكون هذا الدفتر بمثابة محتوى إجابات على الأسئلة التحليلية المعتادة، والأخرى التي تحملها أنت. أسئلة عديدة حول استنتاجات الكاتب، ومن أين حصل عليها، وافتراضات لاستنتاجات أخرى، وما الأسلوب الذي اتبعه، ولأي هدف يريد الوصول. كل تلك الأسئلة والكثير غيرها ستتعلمها تدريجيًا مع بدء محاولاتك بالتحليل.


  • التلخيص
وهنا مرحلة التأكد من ما خرجت به من المراحل السابقة. والطريقة الأفضل لفعل ذلك، هي صياغة كل ما قرأته وتتذكره بأسلوبك الخاص. ربما تتمكن من التلخيص بشكل منظم، بتفصيل الموضوع على شكل أفكار ونقاط محددة، بذلك تتأكد أنك شملت كل شيء.


  • البحث عن أنماط
إن ما خرجت به في تلخيصك هو الحصيلة المرجوة من الكتاب، وكل تلك الأمور المشابهة بمفرداتها وأفكارها مع ما احتوى الكتاب هي الأمور التي تعمد الكاتب إظهارها بشكل أساسي. بملاحظتك لهذه التكرارات ستستطيع الوصول للخطوط العريضة المهمة المذكورة في الكتاب، وتلك التي حصلت عليها.


  • المقارنة
الطريقة المناسبة لتقييم الكتاب هي عن طريق مقارنته بكتب أخرى تتمحور حول ذات الموضوع، هنا تستطيع الشعور بنقاط الضعف والقوة وما شابه.


     في النهاية، لن تصل إلى المرحلة التي ترجوها إلا تدريجيًا، ومهما بدى الطريق طويلًا في البداية، إلا أنك عندما تبدأ بالاعتياد عليه سوف يبدو لك كأنه لا شيء مقارنة مع ما كان.

 

  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة
profile/ندى-ماهر-عبدربه
ندى ماهر عبدربه
Dental hygienist
.
٢٦ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
  في سماء كل فرد منا تسكن النجوم، كلٌّ منا يرى سمائه بعيون روحه، نقرأ تفاصيل حكايات الزمن عبرها ونبحر بين أضوائها نخبرها حكايات واقعنا وتسرد علينا كلمات الخيال المطوي بين مجرات القدر. 

  لعل هذه السماء تتجمع بين أيدينا على شكل كتاب، يحمل بداخله نجوم المعرفة والفكر التي بدورها تمنحنا الفرصة للتجول بين صفحاته والتمعن بانسيابية الأفكار في كلماته، فلطالما كان الكتاب يمثل الوسيلة المثلى للتعرف على العالم والسفر عبره دون أن يتحرك الفرد من مكانه. 

  لعلّ القراءة هي الوسيلة الوحيدة التي تربطنا بالأفكار المتجسدة داخل الكتاب، وتجعلنا نرى تفاصيل الإبداع في مضمونه، لذلك نشأت العديد من الأساليب التي تمكن الفرد من التعرف على الرسائل الضمنية للكتب واستنباط المعرفة من خلالها. 

  ومن هنا نشأ ما يعرف (بالقراءة النقدية) أو القراءة بين السطور التي تساعد القارئ على استنباط المعرفة من الكتب بشكل سليم،  وتمكنه من فهم النصوص وتحليل الأفكار ومعرفة الثغرات ليتمكن القارئ من بناء رأي نقدي يساعده على اكتساب أكبر قدر من الفائدة من أي كتاب يقرأه في حياته. 
 
 لكن كيف يستطيع القارئ أن يصل إلى مرحلة القراءة النقدية؟ 
 

  في البداية القراءة النقدية لا تعني النقد بحد ذاته للنصوص واستخراج الأخطاء والثغرات السلبية منها كما يؤمن البعض ويصدق، بل إنها تعتمد بشكل كبير على تحليل النصوص واستنباط المعاني من داخل السطور عبر جميع الجوانب الجيد منها والسيئ، ليتمكن القارئ من التعرف على جميع الأفكار التي تحقق أهدافه وتساعده في شتى مجالات حياته، وأيضاً معرفة رأي الكاتب والقضية التي يطرحها، ليتمكن القارئ من استنباط رأيه الخاص به والذي يعتمد على معرفته المقتبسة من الكتاب وأيضاً رأي الكاتب ومقصده. 

  لعل القراءة النقدية تحمل أثر يساعد القرّاء على تحقيق العديد من الأهداف المختلفة في شتى المجالات الحياتية، وفي ما يأتي سوف نلخص بعض الأهداف التي تدفع القارئ نحو ممارسة أسلوب القراءة النقدية:

-القراءة في مجال العمل أو الدراسة لتحقيق الأهداف الوظيفية. 
-القراءة بهدف تطوير الذات وإثراء المعرفة. 
-القراءة بهدف التسلية والمتعة والسفر عبر العوالم المطوية بين صفحات الكتاب.

 

  إن تحديد الهدف من القراءة برأيي هو أول خطوة للوصول إلى مرحلة القراءة النقدية وتطبيقها بالشكل الصحيح، عندما يحدد القارئ الهدف من قراءته يساعده ذلك على اختيار الكتاب الصحيح والإستفادة من المعرفة بداخله، وتحليل جميع الجوانب الواردة في الكتاب حسب وجهة نظر القارئ وأيضاً حسب رأي الكاتب وفكرته الأساسية من الكلمات التي تجسد أفكاره. 
 
  على القارئ الناقد عند اختيار كتاب لقراءته أن يفكر بعدة محاور تساعده على تحقيق أهدافه والحصول على أكبر قدر من المعرفة، حيث يجب عليه أن يفهم النص المعروض ويدوّن أبرز الأفكار التي يحتويها، ويكون التدوين عادة على شكل ملاحظات مكتوبة بأسلوب شخصي تلخص أبرز الأفكار المعروضة.

  يجب عليه أيضاً فهم كل المواضيع الموجودة داخل النص واستنباط وجهة نظره الشخصية ويدعمها بوجهة نظر الكاتب، وبناءً على ذلك يستطيع القارئ أن يفسر النص ويحلله بشكل كامل، ليتمكن القارئ في النهاية أن يخرج بوجهة نظر شخصية وأن ينجح في عملية قراءة الكتاب والحصول على أفضل النتائج منها. 

  من وجهة نظري لكي يصل القارئ إلى مرحلة القراءة النقدية يجب عليه أن يحاول قدر الإمكان أن يصبح جزءاً من النص، وينفصل عن الواقع و وجهات نظره الشخصية، ويبدأ ربط أفكاره بالنص واستخراج قراءة تربط بين أفكار النص وأفكار القارئ الشخصية، ولعل ذلك يتم عندما يحمل القارئ أكبر قدر من المعرفة المستنبطة من خلال قراءته للعديد من الكتب ورؤيته للعديد من الأساليب المتبعة في الكتابة، ليتمكن في النهاية من جمع أكبر قدر من الأفكار التي تغني قراءته النقدية وترتقي بمستوى أفكاره.

  إن القراءة من وجهة نظر القراء هي الوسيلة التي يتمكن من خلالها القارئ من الحصول على المعرفة والأفكار التي تمكنه من تحقيق أهدافه، لذلك تعتبر القراءة النقدية من أهم الأساليب التي تمكن القارئ من الإستفادة من الرسائل الضمنية للنص، وأيضاً بناء رأي يعتمد على الطابع التبادلي بين القراءة والكتابة، وبتالي إنتاج نسخة خاصة بالقارئ تتميز بأفكاره المعبرة عن القصة المستوحاة من النص حسب مقاييسه ورؤيته الخاصة.